انتقل وفد من الصحفيين وقيادات النقابة لتقديم واجب العزاء. لأسر الحادث الأليم وللكرازة المرقسية استهل الوفد زيارته بالتوجه للكاتدرائية المرقسية. حيث استقبلهم القمص مرقس داود والدكتور كميل صديق سكرتير المجلس الملي وعدد من قيادات الشباب الكنسي بالكاتدرائية. أكد الوفد الذي ضم 25 صحفياً بينهم ثلاثة من أعضاء مجلس النقابة وهم صلاح عبدالمقصود وجمال عبدالرحيم وعبير السعدي والكاتب الدكتور عمار علي حسن وأمل الجيزاوي وإكرامي يوسف وأحمد طه النقر ومصباح قطب وحنان فكري وبهيجة حسين ومجموعة من مختلف الصحف القومية والحزبية "مسلمين ومسيحيين" علي أن الوحدة الوطنية هي أهم القيم التي يجب الحفاظ عليها.. ودعمها بتفعيل فكرة لم شمل المصريين. استنكر أعضاء الوفد الحادث الاجرامي الآثم علي كنيسة القديسين والذي روع قلوب المصريين. أشار القمص مرقس داود الي أن الأزمة أظهرت المعدن الحقيقي لأبناء هذا الوطن من قيم وعادات راسخة وهي التي يجب أن يتكاتف الجميع من أجل الحفاظ عليها ودعمها. مشيراً الي أن تعاليم الأديان لا تقبل المساس بأرواح الأبرياء. واستنكر أن يكون منفذ التفجير أحد المصريين ممن عاشوا روح المحبة التي تسود المجتمع المصري. أضاف أن نسيج المجتمع الواحد هو وحدة القادر علي تخطي هذه الأزمة كما حمي المجتمع في أزمات سابقة. انتقد الدكتور كميل صديق سكرتير المجلس الملي تصريحات المفكر الإسلامي الدكتور سليم العوا حول حيازة الكنائس المصرية لأسلحة بداخلها مؤكداً لو كان كلام العوا صحيحاً لكان أسهل الطرق أمام الشباب المسيحي هو استخدام هذه الأسلحة أثناء وقوع هذا الحادث أو بعده. وطالب كميل بضرورة أن يتصدي جميع المصريين لمحاولات احداث صدع بين أبناء مصر. أشار جمال عبدالرحيم الي ان حادث الاعتداء علي الكنيسة لا يمس فقط المسيحيون بل كل شعب مصر. لذا يجب مواجهة أية محاولات لخلق احتقان طائفي بين المصريين والتصدي لها بشدة من أجل مصر. طالب الشباب الكنسي من الحضور ضرورة التصدي لمن يحاولون المساس بوحدة الشعب المصري. وقدموا بالغ شكرهم للقيادة السياسية لكونها صمام الأمان لكل المصريين. انتقل الوفد لمستشفي شرق المدينة لتفقد المرضي من مصابي الحادث. حيث تقابلوا مع المصابة شيري صامويل 11 سنة والتي أكدت علي بالغ شكرها لوزير التربية والتعليم لقراره بعمل لجنة امتحان خاصة لها. وأثناء الزيارة التقي الوفد مع المواطنتين نعمة محمد عبدالجواد وصديقتها الراهبة تاسوني باربارا واللتين حضرتا سوياً للمستشفي لتفقد حالة المصابين في دلالة حقيقية علي الوحدة الوطنية.. وأكدت "باربارا" أن صداقتها لنعمة محمد تعود لأكثر من ثلاثين عاماً. وأنها ستستمر طالما استمرتا في الحياة. أشار الدكتور شريف العجمي نائب مدير المستشفي الي أن المستشفي تلقي 300 كيس دم من المتبرعين كما تضم لائحة الانتظار ممن يريدون التبرع أكثر من 400 متبرع مشيراً الي أن كميات الدم الموجودة تزيد علي حاجة جميع المصابين بكل المستشفيات ولولا أن للدم عمر افتراضي لقبل تبرع من يريدون التبرع وهم كثيرون من المسلمين والمسيحيين. انتقل الوفد لداخل كنيسة القديسين حيث استقبلهم المهندس هاني ميخائيل رئيس لجنة النظام بالكنيسة نيابة عن الأنبا مقار راعي الكنيسة والذي كان يقوم بالصلاة. أكد ميخائيل حقيقة المحبة التي تجمع بين المصريين والمسيحيين. مشيراً الي أن الصلاة قد انتظمت منذ اليوم الثاني للحادث. ومازالت الصلاة تقام بشكل يومي داخل الكنيسة وتفقد الحضور لبعض الأضرار التي لحقت بالكنيسة. ثم توجهوا للمذبح حيث قام عدد من الصحفيين مسلمين ومسيحيين بايقاد الشموع لأرواح الشهداء. وأثناء مغادرة الكنيسة أكد هاني ميخائيل كذب الشائعات التي روجها البعض حول اشاعة اقتحام عدد من الشباب المسيحي لمسجد شرق المدينة أمام الكنيسة مشيراً الي أن الكنيسة وشعبها وقياداتها لا تقبل المساس نهائياً بالمقدسات الإسلامية ولأن من قام بالحادث لا يرقي بأي حال من الأحوال لأن يكون أحد أفراد الشعب المصري العظيم.