أدان المسلمون والمسيحيون حادث الإسكندرية الإجرامي الذي استهدف شعب مصر بأسره وظهر مدي الحب والترابط بين المسلمين والأقباط ليس من أجل الظهور أمام العالم أننا أشقاء وأحباب بل هذا هو الذي يحدث منذ قديم الأزل وليس بعد الحادث الغاشم فدائماً أحباب. عندما كنت طالباً بالابتدائية في قريتي الغابات بمركز البلينا سوهاج ارتبطت بعلاقة أخوة وصداقة ومحبة بزملائي الأقباط كانت المدرسة تجمعنا في الصباح وفي المساء كنا نتوجه إلي الملاعب التي قمنا بإصلاحها في المناطق الصحراوية سوياً وكانت صلة الجوار تربطنا بعمق رجالاً ونساءً شباباً وشيوخاً ونتبادل الزيارات العائلية ونواسي بعضنا في الأحزان حتي بعد حضورنا للدراسة في القاهرة مازالت علاقتنا قوية ولم يؤثر أو يعكر صفو العلاقة الطيبة أي عمل إجرامي حدث من جانب الطرفين ومازلنا رجلاً واحداً أمام أي عمل تخريبي يضر بمصلحة بلدنا أو يزهق أرواح الأبرياء. في الحقيقة ان العلاقات التي تربطنا أقوي من الأيدي الخفية التي تريد ان تفرقنا فقد شاهدت واقعة جميلة جداً عندما رأيت صديقاً قبطياً يتوجه إلي مقابر المسلمين يومياً ويقف عند قبر معين ويستعين بالقراء من أجل قراءة القرآن علي صاحب المقبرة ويعطيهم أجراً علي ذلك وبعدها ينصرف ثم يعود اليوم التالي ليفعل ما فعل بالأمس وهنا بدأت استفسر عن هذا الفعل أو التصرف الجميل الذي تتجسد فيه المعاني الانسانية النبيلة. دار حديث بيني وبين الأخ القبطي عن سبب زيارته لهذا القبر فأكد لي ان صاحب القبر من أعز أصدقائه وأحبابه وكان لا يفرقهما إلا محارم الله وبعد وفاته يحضر يومياً لزيارة المقبرة للدعاء له بالرحمة ثم يستعين بمن يقرأون القرآن في المقابر ويطلب منهم الجلوس علي مقبرة صديقه لقراءة القرآن مقابل أجر مادي يحصلون عليه منه. بالفعل ان هذا العمل هو أرقي أنواع الود والمحبة وهذا نموذج من النماذج التي تجعلنا نقول ان المسلمين والأقباط نسيج واحد لا يفرقنا عمل إجرامي ولا يزعزع استقرار بلدنا إنسان خائن أو مأجور مهما يكن إجرامه. أرجو ألا ننساق وراء الشائعات المغرضة ولا نعطي فرصة للحاقدين. فالمصريون كلهم نسيج واحد.