لا يكاد يختلف احد علي أنه اذا لم تحدث مفاجآت فان شخصية "سيلفا كير" -نائب الرئيس السوداني حتي الآن - سوف تبرز خلال عام 2010 كرئيس للدولة الجديدة التي ستقوم رسميا في جنوب السودان بعد ايام.وهذا هو الامر الطبيعي حيث تولي كير "60سنة " زعامة التنظيم العنصري الذي يتستر خلف عباءة الدين المعروف باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان بعد وفاة زعيمه السابق جون جارانج. وفي الحقيقة فاننا نظلم كير ضابط المخابرات السابق الذي شارك في قيادة الحركة منذ سنواتها الاولي.فالبعض يجري مقارنات عديدة بينه وبين سلفه الراحل جارانج فيعتبرون ان جارانج كان يفضل خيار الوحدة مع الشمال بينما لم يخف كير تأييده للانفصال منذ ايامه الاولي في زعامة الحركة. وهذا التأييد زاد بشكل سافر في الايام الاخيرة بتصريحات تدعو الي الانفصال بشكل سافر مثل تحذيره للجنوبيين من انهم سيكونون "مواطنين من الدرجة الثانية في السودان الموحد". وهناك اعترافه بالعلاقات التي تربط الحركة باسرائيل وعدم استبعاد قيام علاقات دبلوماسية بين الكيان المرتقب واسرائيل. وقد اثارت هذه التصريحات ضجة واسعة في العالم العربي رغم انه ليس اول من تحدث عن ذلك من قادة الحركة. والامر في النهاية مؤامرة من الغرب لتقسيم السودان وليس جارانج او كير او غيرهما اكثر من ادوات فيها.تماما كما يحدث مع بعض المسلمين الذين قبلوا ان يتولوا مناصب قيادية شكلية في الحركة لاخفاء وجهها المتعصب القبيح. عموما سوف يصبح علي كير- الذي يوصف بالرجل الهادئ والغامض - في حالة توليه رئاسة الدولة المرتقبة الوفاء بوعوده العديدة لابناء الجنوب والتي جعلت البعض منهم يعتقد ان الرخاء سوف ينهال عليهم من كل جانب بمجرد ان يصير جنوبهم دولة مستقلة.هذا رغم ان الجنوب لم يشهد تنمية تذكر منذ توقيع اتفاق نيفاشا عام 2005 ورغم العوائد البترولية التي تدفقت علي خزائن الحركة.فقد ذهبت تلك العوائد الي شراء أسلحة استعدادا لحرب ستقوم مع الشمال وإلي حسابات قادة الحركة في البنوك. وهذا الأمر نشر في صحافة الغرب الذي رعي هؤلاء المتمردين منذ بداية تمردهم. وسوف يجد الجنوبيون انفسهم في وضع شبيه بوضع تيمور الشرقية التي انهالت الوعود بالرخاء علي شعبها قبل الانفصال عن اندونيسيا.وبعد 8 سنوات من الانفصال لايزال الشعب يعاني الفقر.وكل الدول التي وعدت بمساعدة تيمور الشرقية تراجعت عن وعودها وربطت المساعدات بشهادة بسلامة اقتصاد تلك الدولة من صندوق النقد الدولي. وهذه الشهادة لن تصدر الا بعد اتباع برامج اصلاح قاسية تزيد من الام الفقراء في دولة تسبح فوق بحور من البترول. وعلي كير ان يجد حلاً للحرب التي تشتد في أعالي النيل بين الجيش الشعبي واللواء جورج آطور. لدرجة امتلأ معها مستشفي ملكال بالجرحي والمصابين الذين نقل بعضهم لجوبا. فضلاً عن تمرد القائد ديفيد ياو ياو في جونجلي. وهناك فصائل اخري بدأت في ترتيب اوراقها استعدادا لمواجهات ما بعد الانفصال.