ساعات قليلة ويرحل عام 2010 تاركاً وراءه العديد من الأحداث لتصبح مجرد ماض وذكري في عمر الزمن.. وقد شهد عام 2010 الذي يلملم أوراقه استعداداً للرحيل غياب مجموعة من ابرز علماء وفقهاء الشريعة الإسلامية الذين افنوا حياتهم في خدمة الدعوة إلي الله.. وسيظل هؤلاء العلماء رغم رحيلهم إلي دار الآخرة باقون بيننا بأعمالهم ومؤلفاتهم التي اثروا بها المكتبة الإسلامية. ومن ابرز هؤلاء العلماء الذين رحلوا عن دنيانا عام 2010 فضيلة الامام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الشريف وقد شغل د.محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر السابق الكثير من المناصب القيادية في المؤسسة السنية الابرز في العالم كان آخرها تربعه علي كرسي مشيخة الأزهر عام .1996 وحصل طنطاوي علي الدكتوراة في الحديث والتفسير عام 1966 بتقدير ممتاز وعمل كمدرس في كلية اصول الدين ثم انتدب للتدريس في ليبيا لمدة 4 سنوات وعمل في المدينةالمنورة كعميد لكلية الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية وعين مفتيا للديار المصرية في 28 أكتوبر 1986 ثم شيخاً للأزهر في عام .1996 وبعد ان شارك في حفل توزيع جوائز الملك فيصل العالمية الخاصة بتطوير اللغة العربية في 10/3/2010 توفي علي اثر ازمة قلبية مفاجئة في العاصمة السعودية الرياض ونقل إلي المدينةالمنورة ليدفن بالبقيع فيها. أما ثاني العلماء الذين رحلوا في عام 2010 فهو محمد حسين فضل الله ويعتبر من أكثر علماء الشيعة انفتاحاً حيث تتميز فتاواه وأفكاره بمناقشة المسلمات وخصوصاً في الفكر الشيعي مما أدي إلي معارضة قوية من بعض المراجع الشيعية لاسيما موضوع كسر ضلع فاطمة الزهراء. كما رحل عن دنيانا الفقيه المصري عبد المنعم أحمد تعيلب وهو صاحب موسوعة "فتح الرحمن في تفسير القرآن" وذو اسهام كبير في ترجمة معاني القرآن الكريم إلي سائر اللغات عبر إرساء قواعد لترجمة تلك المعاني. كما غيب عنا الموت العالم الفذ الدكتور عبدالصبور شاهين وكان منبر مسجد عمرو بن العاص بالقاهرة عنواناً علي شخصية هذا العالم الجليل فبرغم علمه كان يري أن الاقتران بين العلم والعمل والحركة واجب وان مكان العالم ليس بين جدران برجه العاجي بل مكانه بين وجدان الناس ولعل هذا ما حفز مكانته في قلوب الناس بمرور الأيام. ورحل شاهين مساء يوم الاحد الموافق 26 سبتمبر 2010 وشيع من مسجد عمرو بن العاص الذي ارتبط اسمه به بعد 82 عاماً من المعارك الفكرية التي كان أشهرها كتابه الشهير "أبي آدم" وعمل شاهين استاذاً بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة وقسم الدراسات الإسلامية بجامعة الملك فهد بالسعودية..رحلة عمره كان حصيلتها أكثر من 70 كتاباً ما بين مؤلفات وتراجم أكبرها مفصل لآيات القرآن في عشرة مجلدات واحدثها مجموعة نساء وراء الأحداث "10 كتب". أما الدكتور مصطفي التريكي فقد رحل ايضاً هذا العام ويعد أحد ابرز علماء الدين في ليبيا والعالم الإسلامي "مواليد 1929" تلقي العلوم الإسلامية في مدارس مدينة مصراته الليبية ثم انتقل إلي الأزهر الشريف في عام 1951 ليلتحق بكلية الشريعة الإسلامية ويتخصص في القضاء وقد تلقي الشيخ العلم خلال دراسته الأزهر علي يد علماء أجلاء علي رأسهم فضيلة الشيخ محمود شلتوت والدكتور مصطفي الحفناوي.وتوفي التريكي في 15/10/2010 اثر مرض آلم به في شهر رمضان نقل علي اثره إلي ألمانيا حيث وافاه الأجل هناك. وهناك ايضاً الدكتور محمد عبده يماني.. وقد اشتهر بمؤلفه "علموا أولادكم محبة رسول الله" إنه وزير الثقافة والاعلام السعودي الأسبق والمفكر الإسلامي البارز د.محمد عبده يماني.. صاحب الاسهامات والانجازات المتعددة علي أصعدة مختلفة في مقدمتها الفكر الإسلامي الذي يعد نموذجاً مميزاً فيه. أيضاً انتقل إلي جوار ربه عبدالرحمن الجيلالي عن عمر يناهز 103 أعوام توفي العلامة والمفتي الجزائري الكبير عبدالرحمن الجيلالي في 12/11/2010 بإحدي المستشفيات في العاصمة الجزائرية ويعد الجيلالي عالم الدين والتاريخ من أكبر علماء الجزائر وهو أحد تلامذة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين العريقة والتي تعد رائدة الاصلاح الديني والثقافي في عهد الاستعمار الفرنسي.. كما غاب عن دنيانا د.عبدالعزيز أحمد إسماعيل وقد يكون اسمه من الأسماء التي لم تحظ بشهرة بين الأوساط الشرعية إلا ان كتابه "التفسير الميسر" من أكثر كتب التفسير المعاصرة شهرة لسهولة لفظه وبساطته واختصاره وقد اتم الراحل كتابه بمفرده بعد ان توقف ثلاثون عالماً من مصر والسعودية والأردن فيه حتي سورة الانعام فقط وتولي طباعته مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف. ومن الذين غيبهم الموت ايضاً الشيخ نوح القضاة عن عمر يناهز 71 عاماً رحل مفتي عام المملكة السابق نوح سلمان القضاة الذي يعتبر واحداً من أهم الشخصيات الإسلامية في الأردن والمنطقة. وفي عهده كمفتي عام للجيش تم تعيين امام لكل وحدة من وحدات القوات المسلحة كما أسس كلية الأمير حسن للدراسات الإسلامية التي كان خريجوها يمنحون رخصة للتوجه الديني بين افراد الجيش.. وعين سفيراً لبلاده في إيران عام 1996 وبقي في هذا المنصب حتي عام 2001 وتوفي 19 ديسمبر عام .2010