ها نحن نودع عاماً.. ونستقبل آخر.. نتمني في العام الجديد اختفاء فوضي القنوات التليفزيونية الفضائية.. وبخاصة التي تخصصت في مجال الرياضة والتي تعمل في إطار خطط برامجية متشابهة ومستنسخة من بعضها البعض في غياب عنصر الانفراد والتميز والجديد وغير المسبوق.. مما يدفعها للجوء إلي الخروج عن المألوف وإحداث نوع من الفوضي الإعلامية.. وذلك لدخول غير الإعلاميين أو المتخصصين المؤهلين إلي ساحة العمل الإعلامي بدون أي خبرة أو دراسة. الإعلام ليس فهلوة وشطارة.. وإنما علم ودراسة.. كما أنه ليس شرطاً أن يكون لاعباً دولياً ومدرباً وخبيراً في كرة القدم مثلاً أن يكون مقدم برامج ناجحاً.. ولكن بعض مسئولي هذه القنوات الفضائية لهم رأي آخر في أن النجومية الإعلامية ترتبط بالنجومية الرياضية مما يترتب علي ذلك اعطاؤهم فرص ومساحات علي هذه الفضائيات غير جديرين بها.. لذلك تختفي وتغيب المعايير المهنية والأخلاقية السليمة التي تحكم العمل الإعلامي. لقد تسببت هذه الفوضي العارمة في نشوء حالة من الخلط والتخبط وبرامج كثيرة مليئة بتوجيه الاتهامات وتصفية الحسابات والتراشق والخوض في الأعراض والخصوصيات والصراخ والعويل والتعصب الأعمي عبر الهواء حتي أصبحت الساحة الإعلامية تشبه بالضبط "سوق الخضار" واختلط الحابل بالنابل.. مما أدي إلي الانفلات الذي نسمعه ونشاهده يومياً.. والمشاهد في النهاية هو الضحية نتيجة هذه المأساة التي لم تشهدها الساحة الإعلامية من قبل.. لأن الكثير من هذه القنوات تتعامل مع الرياضة باعتبارها "بيزنس" تهدف فقط لتحقيق الكسب والربح المادي حتي لو كان علي حساب أي شيء آخر. أتمني في العام الجديد أن تختفي ظاهرة فوضي الفضائيات التي أصبحت بالفعل "صداعاً مزمناً" في رأس المجتمع وقيمه وتقاليده لصالح بعض رجال الأعمال.. وأن يلتزم الجميع بميثاق الشرف الإعلامي الذي يحمي المشاهدين كما يحمي الإعلاميين أنفسهم.