ماذا حدث في الدنيا؟!.. ولماذا أصبحت كالغابة.. وتراجعت الاخلاق إلي الحد الذي جعل "ابن بلطجي" يضع السكين علي رقبة أمه للاستيلاء علي أموالها حتي يصرف علي ملذاته من المخدرات؟ القضية بتفاصيلها المؤلمة وقعت في الشرقية.. والمحكمة قضت بالسجن المشدد عشر سنوات علي الأبن العاق.. ولم تأخذها به رحمة ولم تستجب لتوسلاته كما نشرت الصحف ومع ذلك يبقي السؤال : ماذا حدث.. هل تحولت القيم في المجتمع نتيجة البطالة وانتشار المخدرات التي تلحس عقول الشباب؟!.. أم أن التربية أصبح فيها حاجة غلط؟! الأمر بات يستحق الدراسة.. فما نراه ونسمعه عن هذه الجرائم أصبح يفوق الوصف.. مازلت أذكر زمان وأنا صغير حكايات والدي وجدي كيف كان الحرامي لايسرق أهل بلدته أو معارفه.. ولا يسمح لرفقاء السوء أي الحرامية بأن يعتدي أي منهم علي المنطقة التي يقيم فيها أو القرية التي يسكنها.. ولو وقعت سرقة لا يرتاح له بال حتي يكتشف مرتكبها معتبراً أن المسألة شرف وكرامة. الآن عشنا وشفنا هذا الابن يسرق شقيقاته وأمه بالقوة.. وتحت تهديد السكين يجردها من القرط الذهبي الذي ترتديه ويأخذ مائة جنيه هي كل ما تملكه والتليفون المحمول.. ولا يهتز له جفن أمام توسلات من حملته في بطنها تسعة شهور وأرضعته من صدرها وسهرت علي راحته أياماً وليالي حتي اشتد ساعده ومارس البلطجة علي الآخرين وعلي أسرته الصغيرة أيضا!! معايير تنقلب.. وقيم تضيع.. ولابد أن نبحث عن الأسباب قبل أن يفلت الأمر أكثر وأكثر حيث رأينا من قتل أمه وهي علي سجادة الصلاة ومن يعتدي علي أبيه من أجل الميراث أو يطردهما من الشقة لكي يتزوج فيها.. الخ من كوارث تؤدي الي التفسخ وعدم ترابط المجتمع.. واختفاء النخوة.. وتفشي النذالة وعدم الوفاء فضلا عن هدر كل القيم الاخلاقية والتعاليم الدينية. علماء النفس والاجتماع ووزارة الاسرة والسكان مطلوب منهم أن يبحثوا هذه القضية علي وجه السرعة لاعادة الانضباط داخل مجتمع الاسرة الصغيرة الذي كان يتميز دوما بالترابط والانسجام وحفاظ الأخ علي شقيقاته ورعاية أمه وأبيه.. وكان لايقبل علي أي من هؤلاء كلمة من غريب أو قريب.. وكان مستعداً أن يذود عنهما بالدم.. لكننا اليوم نسمع عن جرائم يفعلها الأبناء بالآباء والأمهات يشيب لهولها الولدان.. حقيقي رحماك يارب!! لقطات * "العشرة الطيبة" الاوبريت الشهير لخالد الذكر سيد درويش.. كان عملا عظيما ورائدا وعشرة علي عشرة.. وعلي العكس لم يكن عام ألفين وعشرة طيبا علي الاطلاق.. مجرد ملاحظة!! * "زي النهارده" الاسبوع القادم بداية العام الجديد.. الأمنيات كثيرة جداً جداً جداً ولكن أقربها الي قلبي "راحة البال". * أول أمس نشرت الصحف مصرع 3 شقيقات اختنقن بدخان التليفزيون المحترق.. ونشرت الصحف أيضا مصرع القيم والأخلاق بدخان تليفزيون المعلق الرياضي مدحت شلبي!! * عندما تحظر بكين استخدام الكلمات الأجنبية في المؤسسات والشركات وعلي واجهات المحلات التجارية مع سن عقوبات رادعة لمن يخالف هذه التوجيهات.. صرخ صديقي قائلا : عقبالنا ياااارب!! * بعد مصرعه.. ياتري في رقبة من دم السائق الأسمر محمد عبده أثناء إضراب المقطورات التي تضاربت أقوال جميع الصحف.. بعضها يؤكد إنتهاء الاضراب وأخري تنفي.. بصراحة دي حكاية لاتعرف لها أول من آخر كما هي "شكل المقطورات"!!