لم يكن الموظف العجوز يعلم ان ابنه الأكبر الذي كان يدلله منذ صغره ولم يبخل عليه بمال أو حنان حتي تخرج في الجامعة وأصبح محامياً اعتاد ان يأخذ كل شيء دون ان يعطي شيئاً وان ذلك التدليل الزائد سوف ينقلب عليه ليستولي الابن علي أموال أبيه ويحاول قتل شقيقه الأصغر الذي عاتبه علي ذلك.. فوجيء الأب بأن ابنه المدلل تحول الي وحش كاسر يهدد الأسرة وحياة أفرادها فأسرع يستنجد بالشرطة ليجد الافوكاتو نفسه خلف القضبان مكبلاً بالأساور الحديدية. أغرق الأب ابنه الأكبر بالتدليل والحنان منذ طفولته حتي اشتد عوده وبلغ مبلغ الرجال وشاهده الأب يرتدي "روب المحاماة" ثوب الدفاع عن الأبرياء فأيقن ان حلمه فيه قد تحقق وطالما كان يتمني ان يكون ابنه الأصغر مصطفي علي نفس المنوال إلا ان الأخير كان دائم التعثر في المراحل التعليمية حتي انتهي به المطاف كعامل بأحد المصانع.. مرت الأيام والسنوات حتي لاحظ الأب مؤشراً خطيراً يفرق بين ولديه فالأفوكاتو الذي كان مقرباً لقلبه أكثر من أخيه دائم الادعاء بالفقر وقلة المال ولا يكف عن مطالبة ابيه بمبالغ مالية بالرغم من انه كان يتحصل علي دخل جيد من عمله أما ذلك العامل البسيط فكان حنوناً علي والديه يحفظ جميلهما بتربيته في الصغر ولا يبخل عليهما بشيء رغم قلة دخله وبالرغم من ذلك لم يكن الأب يرفض طلبات ابنه الأكبر حتي استوحش الأخير وتحول الي ذئب كاسر يستولي عنوة علي الجنيهات القليلة التي كان يتحصل عليها والده كمعاش شهري وتقدم به العمر ووهنت قواه. لا يدري ماذا يفعل مع الابن العاق. راح العجوز يشكو حاله لابنه الصغير الذي ثار غضباً وعاتب أخاه محاولا منعه من السطو علي أموال أبيهما القليلة فما كان من المحامي إلا ان تعدي علي شقيقه بالضرب وسدد له طعنات بالسكين في بطنه وصدره حتي سقط غارقاً في الدماء أمام الأب والأم وعندما حاول الأب منعه اصابه هو الآخر بالسكين في يده. تلقي مأمور مركز الفيوم اخطاراً من المستشفي باستقبال العامل مصاباً بطعنات نافذة وحالته سيئة إثر التعدي عليه واتهم الأب ابنه بمحاولة قتل شقيقه أثناء محاولته منعه من الاستيلاء علي أمواله والتعدي عليه. تم القبض علي المتهم الذي اعترف بجريمته واحالته النيابة الي محكمة جنايات الفيوم التي قضت برئاسة المستشار عبدالناصر أبوالوفا أبوسحلي بمعاقبة المتهم بالسجن 3 سنوات ليخلع "روب المحاماة" ويرتدي ملابس السجن الزرقاء خلف القضبان.