تغير الطقس في مصر لم يعد كما كنا ندرسه في الجغرافيا زمان "حار جاف صيفا .. دافئ ممطر شتاءً" دخلت الفصول الاربعة في بعضها البعض بفعل التغيرات المناخية وربما الحروب التي شهدتها المنطقة مؤخرا حرب تحرير الكويت وغزو العراق وكم القنابل التي ألقيت وبعدهما حرب غزة وكلها عوامل اعتقد أنها ساعدت علي ظهور اضطرابات مناخية عديدة. فهل بدأنا نبحث كل ذلك.. حيث لاحظنا جميعا ان فصل الصيف امتد كثيرا وأخذ من الخريف ثم فوجئنا منذ أيام بموجة برد وعواصف ترابية شديدة وصقيع في الصعيد وشمال سيناء وأمطار رعدية علي الاسكندرية.. وقذف البحر بالرمال والزلط الي الشوارع فإرتبك المرور وكثرت الحوادث. مجلس الوزراء في اجتماعه الاخير يوم الاربعاء الماضي ناقش ماترتب علي سوء الأحوال الجوية بمحافظة الاسكندرية.. وكلنا نعلم أن هذه الموجة التي أسموها في الثغر نوة قاسم.. تسببت في اقتلاع الاشجار وسقوط أعمدة الانارة واغلاق بوغازي الاسكندرية والدخيلة لمدة ثلاثة أيام فضلا عن مصرع 26 شخصا واصابة العشرات وانهيار مصنع للملابس الجاهزة اقيم وسط الكتلة السكنية بالمخالفة للقوانين!! واعتقد أننا بحاجة الان الي دراسة تأثير هذه المتغيرات المناخية علي الزراعة أيضا.. وكيف يتعامل الفلاح مع المستجدات عندما تتعرض ارضه الي الصقيع فجأة أو عندما تنشط الرياح الكثيفة المحملة بالاتربة ونحن لدينا زراعات مختلفة بعضها استراتيجي كالقمح واخري ضرورية ولاغني ايضا عنها كالطماطم والخضر والفاكهة. كل هذه الزراعات اذا بحثنا عما تم لها خلال موجة البرد والصقيع والرياح والاتربة الاخيرة سنجد انها تعرضت لخسائر كثيرة.. ولن يدفع الفلاح وحده الثمن.. بل سندفعه معه عندما تتأثر المحاصيل التي يزرعها أو تتعرض للتلف أو يقل الناتج من الارض. لذلك وجب ان نحتاط وان يبحث خبراء البحوث الزراعية عن وسائل احترازية للتعامل مع المتغيرات المناخية التي بدأنا نتعرض لها ومن المتوقع ان تزيد في الاعوام المقبلة بفعل ظاهرة الاحتباس الحراري ومايتردد عن ارتفاع مياه البحار واختفاء مساحات كبيرة من الدلتا وتأثر الزراعات والمحاصيل والثروة الحيوانية. لابد ان تكون لدينا دراسات جادة للتعامل مع المستقبل وتوعية الفلاح بما يجب عمله واقتراح البدائل لحماية الزراعات والمحاصيل التي ننتجها ونأكل منها وحتي لانفاجأ بأننا في حاجة الي مضاعفة الاستيراد منها نتيجة عوامل جوية مفاجئة لم نضعها في الحسبان. ولابد ان نبحث عن استنباط تقاوي تواجه المتغيرات المناخية الجديدة المرتقبة.. ولاننتظر حتي تفاجئنا الظروف!! هذه مسئولية وزارتي الزراعة والبيئة وكافة الاجهزة التي تدخل التغيرات المناخية في اختصاصها مثل حماية الشواطئ من ارتفاع مياه البحار والوقاية من الامراض المتوقعة.. الخ. مثلا في اجتماع مجلس الوزراء الاخير اعلن المهندس سامح فهمي وزير البترول زيادة الحصص من البوتاجاز بنسبة 25% لمواجهة الزيادة المتوقعة في الاستهلاك خلال الشتاء الذي يبدأ رسميا بعد أيام ويستمر حتي 21 مارس القادم. بصراحة ما أحوجنا لمثل هذه الرؤي في مجالات اخري كثيرة.. وفي مقدمتها كما قلت الزراعة. لقطات : * أثبتت دراسة حديثة أن غياب الحب أحد الاسباب الرئيسية في حوادث العنف بالشارع المصري. .. قال صديقي متعجبا لمن قام بهذه الدراسة: "حب ايه اللي انت جاي تقول عليه.. شوف سندوتش الفول بقي ثمنه قد إيه"؟! * عندما ترفع جامعة الازهر طلبا الي مجلس الوزراء تطلب فيه علاج د. أحمد عمر هاشم في الخارج.. وتأتي تأشيرة مجلس الوزراء: أليس في مصر علاج؟! يصمت القلم.. وتنسال دموعه!! * كشف المؤتمر الدولي للبحوث بجامعة القاهرة ان 30% من العاطلين خريجو جامعات.. ياتري ماذا يقول الواقع الذي نراه ونعيشه؟! * هل فشلنا في علاج هذا المرض المزمن.. الاختناق المروري الذي يسبب الحوادث ويرفع أعداد الضحايا.. بصراحة نحن في حاجة الي لواء طبيب يخطط ويعالج هذه المشكلة المستعصية.. بجد مش هزار!! * حكومة ظل .. وبرلمان "غل" مواز.. ياجماعة شوفوا لكم لعبة ثانية بعيدا عن هذا التهريج السياسي!!