يعاني الكثير من المدارس من انتشار القمامة حول أسوارها وظهور المياه الجوفية بداخل بعضها. أو الطفح المستمر لمياه الصرف الصحي.. وهو ما يشكل خطورة بالغة علي صحة التلاميذ. خاصة في ظل غياب الجهات المعنية سواء مسئولو الأحياء المختلفة أو مسئولو شركة الصرف الصحي بالإسكندرية.. "المساء" رصدت المشكلة التي أصبحت ظاهرة تهدد صحة أبنائنا.. يقول مصطفي محمد "أحد أولياء الأمور": ابني تلميذ بمدرسة الثروة السمكية الابتدائية بمنطقة نجع العرب. والمدرسة تابعة لنطاق حي غرب.. إلا أن المدرسة علي مقربة أمتار قليلة من ضفاف بحيرة مريوط.. ولا يوجد بها صرف صحي نهائيا رغم أنها مدرسة ابتدائية. أضاف أن فناء المدرسة يمتليء بالمياه الجوفية في أغلب أيام العام الدراسي.. خاصة أيام الشتاء أما أبواب المدرسة فأمامها تتجمع برك المياه وكأن المدرسة تم انشاؤها داخل بركة مياه كبيرة..!! تشير انتصار عبدالقادر "ربة منزل" بيديها لمدرسة رشاد عثمان الابتدائية قائلة: هنا داخل سوق صينية الورديان تقع المدرسة. وأسكن بجوارها. حيث أشاهد التلاميذ وهم يخرجون من أبواب المدرسة للشارع أقصد للسوق الذي يحيط بالمدرسة وأبوابها وأسوارها. تضيف: وبجوار أسوار المدرسة يتم تجميع القمامة من مخلفات السوق العشوائي من بواقي الخضر والأقفاص الفارغة وغيرها وهو أمر مستمر منذ سنوات عديدة. خاصة مع عدم القضاء علي السوق العشوائي وروائحه الكريهة ناهيك عن الأمراض التي تنقلها تجمعات القمامة حول المدرسة. لماذا التوصيات؟ يؤكد خليل ناجي رئيس لجنة التعليم بالمجلس المحلي لحي العجمي ان اللجنة لاحظت خلال زيارتها الميدانية لمدرسة "البريوني" في تراكم مياه المجاري داخل فناء المدرسة. لأن الفناء في مكان منخفض أما المباني فهي مرتفعة. وهو ما يسبب الروائح الكريهة علاوة علي الأمراض. يضيف ناجي: أوصي المجلس بضرورة إزالة هذه المياه حرصا علي صحة التلاميذ ولكن لا شيء يحدث. ويقول محمد السيد ابراهيم أحد سكان عزبة الشيخ الكبري بنطاق حي المنتزه ان المدرسة الابتدائية الوحيدة بالعزبة تنقصها معظم الخدمات الضرورية. من مياه شرب الي صرف صحي. حيث يعتمد نظام الصرف بالمدرسة علي بيارات مغطاة تحت الأرض. وتقع هذه البيارات داخل فناء المدرسة. مما يسبب الروائح الكريهة طوال الوقت علاوة علي ضرره الكبير بصحة التلاميذ. ويوافقه الرأي صبري السيد أحد أولياء الأمور مؤكدا ان أقرب مدرسة ابتدائية تبعد حوالي 15 كيلو مترا. مما يجبر الأهالي علي إلحاق ابنائهم بهذه المدرسة رغم انتشار الأمراض بينهم بسبب انتشار الحشرات التي تنقل الأمراض. بيارات الصرف يقول محمود جابر: ذهبنا لكل الجهات وطرقنا كل الأبواب مطالبين بإزالة بيارات الصرف من فناء المدرسة ولكن لم نجد ردا أو استجابة. ولم تقم شركة الصرف الصحي بتوصيله للمدرسة وكأننا نعيش في كوكب آخر. ومن وسط الإسكندرية التقت المساء السيد محسن محمد أحد سكان شارع سيدي عماد بنطاق حي الجمرك والذي أكد أن اصابته بمرض في صدره نتجت بسبب سكنه بجوار السوق العشوائي بالشارع. اضافة لمقلب القمامة الكبير بجوار مدرسة الكواكبي التجريبية حيث لم يحاول أي من المسئولين سواء بحي الجمرك أو بشركة النظافة ازالة هذا المقلب نهائيا. كما ان السوق العشوائي تخرج عنه الروائح الكريهة في كل وقت. ويؤكد سعد عبدالمولي الفقي رئيس المجلس المحلي لحي العجمي علي ضرورة إزالة الأسواق العشوائية تماما. وخاصة حول المدارس لما تشكله من خطورة علي صحة التلاميذ. يضيف: طالبنا في المجلس بإزالة سوق الهانوفيل حيث تقع بداخله إحدي المدارس ومن الضروري حماية صحة أبنائنا. شبكة الصرف يوافقه الرأي أحمد شكري عضو المجلس المحلي لحي غرب قائلا: طالبنا بضرورة توصيل شبكات الصرف الصحي لمدرسة الثروة السمكية التجريبية منذ قرابة عام كامل إلا ان ذلك لم يحدث!! كما أن سوق صينية الورديان العشوائي مازال يحيط بمدرسة رشاد عثمان الابتدائية. رغم توصيات المجلس بضرورة ازالته. ويؤكد ذلك حسين محمود عضو المجلس المحلي لحي الجمرك قائلا: ان المجلس أوصي بإزالة مقلب القمامة من جوار أسوار مدرسة الكواكبي الا أن ذلك لم يحدث..!! وتبقي القمامة تحيط بأسوار المدارس ويبقي الصرف الصحي يغرق بعضها وتمتليء أفنية البعض الآخر بالمياه الجوفية.. لتبقي صحة أبنائنا وبناتنا مهددة بالأمراض في ظل غياب المسئولين.