أن تصحو الحكومة من غفوتها وتنشط هذه الأيام بالذات مع كثرة الحديث عن التغيير أو التشكيل الوزاري المرتقب.. فهذا أمر متوقع.. وان كان نشاطاً علي الورق بلا أفعال ملموسة. .. وأن يدلي العديد من الوزراء بتصريحات وأرقام ليس لها مقابل علي أرض الواقع.. فهذا أيضاً أمر عادي وكثيراً ما سمعناه طوال 5 سنوات. .. وأن يعلن وزير ما عن خطة يتم تنفيذها عام 2020 فهذا كذلك أمر نسمعه بأذننا اليمني ليخرج من اليسري في نفس اللحظة.. فالكلام ليس عليه جمرك ولنترك الحالمين بالبقاء عشر سنوات يستمتعون بحلمهم. لكن.. أن يصدر وزيران في نفس الحكومة تصريحين متناقضين.. فهذا تضارب صارخ في حكومتنا الذكية! *** الحكاية ببساطة شديدة أن بعض الصحف نشرت أمس أن المستشفيات الجامعية سيتم نقل تبعيتها من وزارة التعليم العالي إلي وزارة الصحة. واليوم.. تنشر الصحف تصريحين.. كل منهما علي النقيض من الآخر. الأول: منشور في جريدة الوفد يؤكد كلام الأمس ويعلن فيه د. حاتم الجبلي وزير الصحة أنه تقرر تقديم الخدمة الطبية داخل المستشفيات الجامعية بمعرفة الإدارات التابعة لوزارة التعليم العالي لحين الانتهاء من إجراءات تبعية هذه المستشفيات لإدارة وزارة الصحة.. وأن هناك اجتماعات ثنائية مشتركة مع د. هاني هلال وزير التعليم العالي لإنهاء إجراءات نقل 72 مستشفي جامعياً تعمل وفق قواعد ولوائح المجلس الأعلي للجامعات.. وأنه تم تخصيص فريق طبي وإداري متكامل من الصحة لدراسة عملية النقل دون المساس بالخدمة الطبية المقدمة للمواطن. الثاني: بثته وكالة "أ. ش. أ" وتنشره "المساء" اليوم علي صفحتها الأولي ونفي فيه د. هاني هلال وزير التعليم العالي ما نشر عن نقل تبعية المستشفيات الجامعية لوزارة الصحة مؤكداً أنه لا صحة لهذه الأنباء وأن تلك المستشفيات ستظل جزءاً لا يتجزأ من كليات الطب والجامعات المصرية.. بل وأكد أيضاً أنه يجري حالياً اعداد مشروع لتطوير الأداء بالمستشفيات الجامعية وتقديم أفضل خدمة في العملية التعليمية والبحثية والعلاجية. *** السؤال الذي يفرض نفسه: نصدق من؟.. ولمن ستتبع المستشفيات الجامعية بالضبط؟.. للتعليم العالي أم للصحة؟ أم أن هناك شيئاً لا نفهمه؟ في رأيي أن تظل هذه المستشفيات كما هي تابعة لكليات الطب والجامعات.. فحتي لو كانت الخدمة بها ضعيفة أو سيئة.. فإنها حتماً أفضل من أن "تموت". نقل تبعية المستشفيات الجامعية لوزارة الصحة سيقضي عليها ويحولها إلي سلخانات.. الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود كما يحدث في المستشفيات العامة. يا د. هلال.. استحلفك بالله أن تتمسك بتصريحك كاملاً سواء فيما يختص بالتبعية أو بمشروع التطوير وترفض نقل تبعية المستشفيات الجامعية للصحة.. فلا نريد أن تزيد "الخرابات" 72 خرابة جديدة. التاريخ.. سيشهد لك أو عليك.