تصوروا ان 97.7% من طلاب الثانوية العامة لا يجيدون القراءة الصحيحة.. مفاجأة لا تسر عدوا ولا حبيبا.. هذه النتيجة السيئة توصل إليها الباحث خالد سمير من خلال دراسة علمية ميدانية بجامعة عين شمس أجراها علي طلاب الثانوية العامة حيث أظهرت قصورا وضعفا شديدا في القراءة. سواء بالريف أو الحضر. مما يكشف حقيقة هامة أن عملية التعليم ليست سوي سؤال وجواب دون تعلم حقيقي والذي يحرم الطلاب من فهم المعاني الحقيقية للألفاظ. وقد علق علي نتائج هذه الدراسة وما توصلت إليه من حقائق مخيفة من ضعف مستوي طلاب الثانوية العامة د. فتحي علي يونس المشرف علي الدراسة بأنها كارثة حقيقية تكشف خطورة ما وصل إليه التعليم المصري فإذا كان هؤلاء الذين يستعدون لدخول الجامعة ولا يعرفون القراءة الصحيحة. وبالمقابل فإن الملتحقين بالتعليم الفني لا يعرفون القراءة أو الكتابة بنسبة تفوق 70% مما يعني أيضا ان نجاح الطلاب في المرحلتين الابتدائية والاعدادية. يتم بطريقة غير أمينة بالمرة. ولا يرتبط بالمستوي العلمي مع انتفاء الأمانة في الأداء التعليمي.. كما رصد ان معايير القراءة السليمة والناضجة تتطلب الاهتمام بالقراءة العامة والتخصص مع التركيز علي الخصائص والأسلوب والبناء اللغوي وفهم الأفكار والمعاني ونقدها وتلخيصها وتذوق التعبيرات المجازية والصور الفنية والبيانية وهي ضمن برنامج التعليم في هذه المرحلة ومع ذلك لا يعرفها الطالب. اتضح ان الباحث أجري اختباراته القياسية من خلال مدرسة حضرية بإدارة مصر الجديدة التعليمية وأخري دينية بإدارة كوم حمادة التعليمية بالبحيرة. بالطبع أتمني ألا تمر نتائج هذه الدراسة مرور الكرام وتكون حبيسة الأدراج.. بل يجب علي المسئولين في وزارة التربية والتعليم وفي مقدمتهم الوزير الهمام د. أحمد زكي بدر الذي يحاول جاهدا في تطوير العملية التعليمية بجد أن يضع مثل هذه الدراسات البحثية موضع الاهتمام للاستفادة من النتائج التي توصلت إليها حتي لو كانت سلبية بهذه الصورة المفزعة لكي يتمكن من وضع روشتة لاصلاح التعليم في مصر وأعتقد انه يجب الاهتمام بحصص تم اهمالها مثل الخط العربي والقواعد والإملاء والتعبير والدين والشعر والتذوق الفني التعبيري والخطابة والاذاعة المدرسية وعودة المسابقات في الالقاء والمواد الدراسية المختلفة بين المدارس علي مستوي الادارات التعليمية الواحدة وبينها بين الادارات الأخري.. كلها مقدمات إذا ما طبقت وتم العناية بها ستكون بداية اصلاح التعليم في مصر.