صديقي الفلاح والروائي محمود أبوعيشة لم تغره أضواء المدينة مازال يعيش في الريف مصنع الخيرات في بلدته طنان قليوبية.. وهو مهموم بقضايا القرية ومشكلاتها.. ومتألم من مشاكل الريف التي تعوق الانتاج والمنتجين وتجعل أبناء القري يهجرونها بحثا عن الرفاهية في المدينة. يتمني محمود من مجلس الشعب الجديد الذي بدأ اجتماعاته أن يناقش بعمق كيف تحول الريف المنتج الي مستهلك للخضار والعيش؟!.. ولماذا أصبحت طوابير الخبز فيه تنافس المدينة؟!.. وكيف توفر البذور والأسمدة للمزارعين وبأسعار مناسبة.. ونحمي الأراضي الزراعية من غول التبوير والمضاربة عليها لبيعها كأراضي بناء.. ونوقف زحف المباني علي الأراضي التي نأكل منها لأنها محدودة أصلا والجور عليها يجعلنا عرضة للاستيراد الذي نعاني منه ومن تزايده عاما بعد عام ومن كل المحاصيل حتي الثوم والفول والعدس!! يري صديقي اننا في حاجة الي الاهتمام بتوفير الخدمات للريف وضرب مثالا بانقطاع الكهرباء في قريته التي تنافس محافظة دمياط في صناعة الأثاث بالأيام وليس بالساعات.. رغم اننا في بلد السد العالي.. وانقطاع مياه الشرب ولجوء الناس الي الطلمبات الحبشية رغم ما تحمله من مخاطر وأضرار ورغم اننا في بلد النيل العظيم. هذه القضايا تستحق بالفعل أن تكون محور الاهتمام من نواب مجلس الشعب الذي يضم بين أعضائه 50% عمال وفلاحين.. والريف هو نقطة الارتكاز ولا يمكن أن نترك مشاكل وهموم الفلاح ولا ننظر اليها بعين الاعتبار. أيضا من غير المعقول أن نجد قري تعاني من نقص المدارس لتعليم أبناء الفلاحين أو عدم دخول الصرف الصحي أو عدم توصيل مياه الشرب.. فكل هذه الخدمات تساعد علي حياة هادئة طبيعية وتوفر المناخ المناسب للانتاج الذي نسعي جميعا لزيادته كما ونوعا. وهذه الزيادة المطلوبة تحتاج بالفعل الي خطة تنمية شاملة تبحث عن نواحي القصور وتعالجها لكي ننطلق بخطي ثابتة ويعود ريف مصر كما كان مصدرا للخيرات التي نعتمد عليها ولا نمد أيدينا للخارج. القضية بهذا المفهوم تحتاج بحق الي تضافر الجهود وأن تبدأ لجنة الزراعة في مجلس الشعب عقب تشكيلها بطرحها بقوة لأن الانتاج الزراعي في خطر حقيقي ولابد أن ننقذه.