* مصر البلد الذي أنهكه الفساد وبدد الكثير من ثرواته في حاجة ماسة الآن إلي تطهير شامل وإلي إعادة بناء علي أسس جديدة أهمها العدل الاجتماعي ومكافحة الفساد واحترام الحريات والمساواة في تطبيق القانون.. كل الشعب المصري ينتظر تغييراً حقيقياً يشعر به ويلمسه بيده ويراه بعينه قد يصبر هذا الشعب المطحون لكنه لن يصبر طويلاً ولن يسكت ثلاثين عاماً كما فعل من قبل فقد استطاعت الشهور ال15 التي أعقبت الثورة أن تعلمه الكثير وتمنحه مزيداً من القوة والجرأة وتعلم الخروج ليعبر عن رأيه وتعلم أن يثور ويناضل ويرفض رفضاً باتاً أن يعود إلي سنوات ما قبل الثورة بكل سوادها وفسادها.. تلك السنوات التي طحنت عظمه وأذلت كرامته وامتصت دمه وثروته.. فهذا الشعب لن يسمح من جديد لنظام الشلل ومحترفي المصالح وناهبي الشعوب.. لن يرضي إلا بحاكم جاد نزيه محترم مترفع عن دناءات المخلوع في السلطة والمال. * لقد ذاق أبناء هذا الشعب الأمرين وتدني مستواهم إلي أسفل مراتب الشعوب وعاني من فساد منظم تغلغل في مفاصل الدولة في الصحة والتعليم والزراعة والصناعة والعمل والمسكن وحتي مياه الشرب وكل مناحي الحياة ولم يعد أمام النظام الجديد إلا اجتثاث الفساد المستشري من جذوره ومراعاة مصالح الشعب وحل مشكلاته المتفاقمة. * لقد مل الناس من الكلام والصراع السياسي وتعبوا من ملاحقة الأحداث والخلافات والتناحرات التي زادت عن حدها.. الكل بدأ ينصرف عن الشاشات ولفظ القول الذي لم يقدم ولم يؤخر وأصبحوا الآن يريدون الفعل علي الأرض ونتائج جادة توحي أن هناك ثورة قامت وأن نظاماً سقط وأن مطالب ستتحقق. * لن يقبل أحد بوعود كاذبة وأفعال تنافي الأقوال لن يقبل أحد باستمرار الوضع علي ما هو عليه وكأن شيئاً لم يحدث لن يستسلم الشعب المصري بعد الآن ومن يتخيل أنه يراهن علي ضعف ذاكرته أو تأخر لحظة انفجاره فهو واهم ولا يدرك أن موروث الصبر والانتظار والتحمل قد نفد وأن هناك أجيالاً جديدة لها طبائع مختلفة ولها مطالب محددة ومصممة علي استرداد كرامة الأجيال التي سبقتها وكرامتها أيضاً ولن تقبل إهانة بعد اليوم.