كنت لا أريد التطرق الي معايير اختيار رؤساء تحرير الصحف القومية وهي لا تزال في طور المناقشة انتظارا لما ستسفر عنه هذه المناقشات والجلسات.. ولكن وبعد أن وافق عليها مجلس الشوري رغم اعتراض وانسحاب أعضاء مجلس نقابة الصحفيين كان لزاما وواجبا أن أقول رأيي في تلك المسألة علي الأقل بحكم عملي في بلاط صاحبة الجلالة منذ 35 عاما!! بداية .. لست مع تلك المعايير ليس لأنني ضدها بل علي العكس تماما فأنا مع تحصين منصب رئيس التحرير بشروط ومواصفات تعتمد في المقام الأول علي الخبرة والكفاءة ومهارات القيادة التي تمكنه من تطوير المادة التحريرية وسياسة الجريدة التي يرأسها.. ولكن اعتراضي يصب في المقام الأول علي طريقة اختيار رؤساء التحرير وطريقة الترشح لهذا المنصب بهذا الشكل المهين!! لست مع ما قاله المهندس فتحي شهاب الدين رئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشوري بأن ذهاب الصحفي بملفه الي المجلس للترشح لمنصب رئيس التحرير لا يمثل أي إهانة ضاربا المثل بأن رئيس الجمهورية يذهب لتقديم أوراق ترشحه بنفسه وبالتالي ليس عيبا أن يتقدم الصحفي بأوراقه ايضا لأنه ببساطة شديدة هناك فرق كبير ياباشمهندس فرئيس الجمهورية سينتخبه الشعب أما رئيس التحرير فستختاره لجنة مكونة من 13 عضوا غالبيتهم لا علاقة لهم بمهنة الصحافة!! يبدو أن مجلس الشوري يريد أن يري حجم التكالب علي هذا المنصب خاصة ان هناك عشرات الصحفيين في كل إصدار تنطبق عليهم شروط ومعايير الشوري ولهذا أجازت للجنة اختيار 3 مرشحين لكل إصدار علي أن يقوم هو في النهاية باختيار رئيس التحرير وهو نوع من الهيمنة نرفضها جملة وتفصيلا.. كان يمارسها نفس هذا المجلس أيام الحزب الوطني الذي كان. عموما.. أنا لست رئيسا للتحرير حتي أخاف من معايير الشوري.. كما أنني لا أنتوي الترشح بهذا الشكل المهين .. لكنني كنت أحسب أن الصحف القومية قد تحررت بعد ثورة 25 يناير وصارت مرآة حقيقية للواقع بكل عيوبه بعد أن تخلصت من هيمنة الحزب الواحد ولكن يبدو أن الجالسين علي مقاعد الشوري لا يؤمنون بأن هناك ثورة قامت غيرت وجه مصر.. والحل هو تحرير الصحف القومية من قيود مجلس الشوري اذا أردتم لتلك المؤسسات حقا النجاح!!