* نحن في حيرة من أمرنا والشعب المصري يعيش علي اعصابه وكل القوي السياسية تأكل في بعضها.. احيانا يحدونا الأمل ونصبر انفسنا بأن مصر سوف تعبر هذه المرحلة الصعبة في تاريخها بامان واحيانا ينتصر علينا اليأس ونشعر باننا سندخل في نفق مظلم لن نخرج منه قبل سنوات. * كانت امانينا بعد سنة ونصف السنة من الثورة ان نستقبل عهدا جديدا ينسينا مرار سنوات حكم مبارك بكل ظلمه وتجبره واهانته لكرامة الناس وتجريف حياتهم وازلال ساعات عمرهم .. شعرنا بان انتخابات الرئاسة ستخلصنا من قلق الانتقال ولكن ما حدث بعد جولتها الأولي نقلتنا الي مزيد من الخوف والقلق والفرقة والاشكاليات التي لا تنتهي. * قد يكون يوم غد هو يوم الفصل الذي يعيد الينا أمل الاستمرار نحو نهاية مخاض الانتقال المؤلم.. فهذا هو موعد حكم المحكمة الدستورية العليا في قانون العزل السياسي والتوقعات كلها تذهب في اتجاهين لا ثالث لهما ولكن كل اتجاه تترتب عليه نتائج قد يرضي عنها البعض ولا يرضي عنها البعض الآخر والاهم ان يحترم الجميع حكم المحكمة وينصاع له راضيا مرضيا. * اما الاتجاه الأول وقد يكون الأرجح فهو ان يصدر الحكم ببطلان الاحالة بمعني بطلان احالة لجنة الانتخابات الرئاسية الي المحكمة الدستورية هذا القانون "قانون العزل" ووقتها سيكون الفريق أحمد شفيق خارج المنافسة وتعاد الانتخابات بين باقي المرشحين ال 12 في جولة أولي قد يحسمها احدهم وقد يكون فيها جولة اعادة وهذا المنحي سيرتاح له الكثيرون الذين لا يريدون السيد شفيق علي اعتبار انه سيعيدنا حتما الي ما قبل الثورة وسيصيب بالاحباط المبكر كل الداعمين له علي امتداد الدولة العميقة ويدخلهم في غيبوبة فقدان الأمل وقد يكف ايديهم عن التربص بالثورة من جديد. * المنحي الثاني ان تقضي المحكمة الدستورية بعدم دستورية قانون العزل لاعتبارات كثيرة وتقر بصحة احالة القانون اليها من قبل لجنة الانتخابات ووقتها من الممكن ان تستمر الجولة الثانية في الانتخابات التي يتنافس فيها الدكتور محمد مرسي والفريق شفيق وفي رأيي ان هذا الاتجاه هو الارجح سياسيا فهو لن يهدم ما تم بناؤه ويحقق مبتغي تسليم السلطة في الموعد المحدد الذي يصر عليه المجلس العسكري.. ولكن هذا المنحي في الحكم لن يرضي كل الاطراف لانه سيغضب المرشحين الذين خرجوا من الجولة الثانية وكانت امانيهم تحدثهم بالعودة من اجل الفوز .. ولكن من يرضيه هذا الاتجاه هو الفريق شفيق واتباعه الذين يعملون بكل الطرق من اجل انتصاره علي الدكتور مرسي ووصوله الي كرسي الرئاسة وقد يرضي ايضا الاخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة الذين يراهنون علي فوز مرشحهم باعتباره مرشح الثورة الحقيقي ويتكتلون خلفه بكل قوة موجودة علي الارض وبقوة الرافضين لعودة النظام السابق متمثلا في شفيق. * في رأيي ان الاخوان المسلمين هم الوحيدون الذين سيتقبلون الحكم أي ان كان بابعاد شفيق او اعادة الانتخابات بدونه لانهم ببساطة سيكونون في حلبة السباق وبنفس القوة التي اعدوها ولن يضيرهم كثيرا فوز مرشح آخر غير شفيق وانا شخصيا أتمني ان يأتي الحكم ببطلان الاحالة فهذا هو الحل الذي يهديء الشارع ويطمئن الثوار ولكن ما يلوح في الأفق ان الاعادة بين مرسي وشفيق مؤكدة.