الدعاية الانتخابية للمرشح لأي منصب مطلوبة ومشروعة. ولابد أن يكون التركيز فيها علي الإنجازات التي سيحققها المرشح للناخبين عند فوزه مؤكداً علي أنه يضع مصر والشعب فوق كل اعتبار. لكن المرشحين لمنصب رئيس الجمهورية الفريق أحمد شفيق والدكتور محمد مرسي تغاضيا عن التركيز علي الموضوعات التي تضمنها برنامج كل منهما سواء بالنسبة للسياسة الداخلية أو الخارجية. وانصرفاً إلي الهجوم المباشر علي شخص المنافس.. وهي ظاهرة ليست صحية بأي حال من الأحوال خاصة انها تحمل من الوعيد والتهديد الكثير مما ينبئ انه بعد الانتخابات وفوز احدهما ستكون هناك عمليات تصفية حساب وعمليات انتقامية بشكل ما. وهذا يدخلنا في الظن بأن هناك عمليات دموية قد تترتب علي هذه الأعمال الانتقامية. الدكتور محمد مرسي يغازل أعضاء الحزب الوطني المنحل.. ولأول مرة يعترف بأنه ليس كل من كان في الحزب الوطني "فلولا".. ويضيف ان عدد العائلات "الفلولية" لا يتجاوز 32 عائلة تضم بين 300 و400 شخص فقط. وواضح أن الرجل يدرك أن عدد الأصوات التي حصل عليها منافسه في الجولة الأولي للانتخابات تساوي عدد الأصوات التي حصل عليها هو بفارق بسيط لا يتعدي 200 ألف صوت. والدكتور مرسي يدرك خطورة هذا الحجم التصويتي الذي كان مفاجأة له ولجماعة الإخوان المسلمين.. لذلك فإنه يريد أن يستميل جانبا من هؤلاء المواطنين الذين دعموا الفريق شفيق. ولا يمل الدكتور مرسي الحديث عن أن هناك شواهد تدل علي تزوير الانتخابات ويشرحها بأن هناك تأثيرا علي إرادة الناخبين بالأموال. كما أن هناك ضغوطا علي عمال المصانع التي يملكها رجال الأعمال المنتمون إلي النظام السابق.. وأن هناك من سيدلي بأصواته أكثر من مرة مستغلا أن الانتخابات تجري علي يومين حيث تكون هناك فرصة لتكرار التصويت في اليوم التالي. ويحتاج الفريق أحمد شفيق طبقاً لاتهامات الدكتور مرسي إلي أربعة مليارات جنيه لتوزيعها علي العمد في القري حيث ذكر أن كل عمدة يقبض مليون جنيه من أتباع شفيق ليحث أبناء قريته علي التصويت له.. وباعتبار أن مصر تضم أكثر من أربعة آلاف قرية.. فالمطلوب 4 آلاف مليون جنيه. وإذا كان كل ناخب يدلي بصوته لصالح شفيق سيأخذ مقابل ذلك 500 جنيه طبقاً لاتهامات الدكتور مرسي فإن معني ذلك أن الأموال المطلوب صرفها من حملة شفيق لا يمكن حصرها لأنها قد تتجاوز 7 أو 8 مليارات من الجنيهات!! وفي المقابل يتحدي الفريق شفيق جماعة الإخوان ومرشحها الدكتور محمد مرسي ويؤكد انه مستعد للتضحية بحياته لإنقاذ مصر منهم.. ويتهم الجماعة بأنها تروع الناخبين وتحرق مقاره الانتخابية. وتدفع الرشاوي.. وتستخدم البرلمان وبيوت الله في الدعاية السوداء لإبعاده. الخوف كل الخوف ألا يرضي المهزوم من الاثنين المرشحين بالنتيجة التي أفرزتها صناديق الانتخابات. وتقع مصر ضحية لحرب أهلية لا قدر الله وقد هدد الدكتور مرسي بذلك صراحة عندما أعلن أن الجماعة ستقابل تزوير الانتخابات بثورة عارمة.. وهذا يعني أنه لو لم يفز الدكتور مرسي فإن الانتخابات ستكون مزورة.. أما إذا نجح فسوف تكون أنزه انتخابات جرت في العالم أجمع. آخر المقال: الفرق الشاسع في الأصوات التي حصل عليها الدكتور محمد مرسي من المصريين في الخارج مقارنة بما حصل عليه الفريق شفيق.. هل هو مؤشر لما ستسفر عنه الانتخابات في الداخل؟ سؤال نعرف إجابته بعد يوم 17 يونيو الحالي.