عندما انفجرت أزمة النائب السلفي أنور البلكيمي كتبت في هذه الزاوية في 6 مارس الماضي مقالاً بعنوان "ليسوا ملائكة" أشرت فيه إلي أن من يعتقد ان النواب المنتمين إلي التيار الإسلامي في البرلمان ملائكة أو أشباه ملائكة فهو مخطئ.. وذلك لأنهم بشر مثل كل البشر .. لهم زلاتهم وعيوبهم وذنوبهم .. وحذار .. ثم حذار .. أن ننسي أننا بشر .. ونن في أنفسنا أو في غيرنا أنهم ملائكة .. الملائكة لا تمشي علي الأرض ولا تدخل البرلمان. وقلت أيضاً إن السلفيين والإخوان والصوفيين والأزهريين والليبراليين واليساريين مواطنون مصريون .. منهم الصالح ومنهم الطالح .. وسوف نخطئ إذا تصورنا أن فريقاً منهم احتكر الحكمة دون الآخرين أو احتكر النقاء والطهارة وأصبح وحده يمثل "الناجين من النار" أو "الناجين من الذنوب والخطايا".. فكل ابن آدم خطاء. ورغم أننا مازلنا لا نمتلك الحقيقة الكاملة في قضية النائب السلفي علي ونيس .. وأننا ملتزمون بالتوقف عن إصدار أية أحكام وترك التحقيقات للنيابة تطبيقاً لقاعدة "المتهم برئ حتي تثبت إدانته" إلا أن المقام يتطلب التذكير بأن النائب إذا أدين فلن يضر إلا نفسه .. لن يضر الإسلام الذي يرتدي جبته وعمامته ويتحدث باسمه .. فالإسلام حجة علي الناس .. وليس الناس حجة علي الإسلام مهما علا شأنهم. وتحتف ذاكرة التاريخ بالكثير الكثير من الجرائم التي ارتكبها رجال انتسبوا إلي الدين حتي نقتنع جميعاً بأن البشر بشر .. وبأنه لا قداسة لأحد ولا عصمة لأحد بعد الأنبياء والرسل .. ولا يجوز لأحد أن يستعلي بطاعته وين أنه محصن ضد الغواية .. وأقصي ما يرجوه المرء في ذلك ان يسأل الله العافية .. ويطلب الستر. وصدق السيد المسيح عليه السلام حين أراد ان يذكر المتقولين علي الزانية بذنوبهم فقال: "من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر". وإذا ن البعض ان الواقعة المنسوبة للنائب علي ونيس ستكون نقطة سوداء في ثوب التيار السلفي فأنا أري انها هدية م السماء لهذا التيار وقادته وأعضائه لكي تذكرهم بضرورة تنقية الصفوف وتمحيص الاختيار حتي يكونوا علي مستوي الصورة التي يرسمها لهم الجمهور. وسوف نري في المستقبل كثيراً من هذه الوقائع الشائنة فنحن نعيش في مجتمع مفتوح وفي حرية.. وكل فريق يفهم الحرية علي هواه .. لم تعد هناك رقابة .. ولم تعد هناك حصانة لفئة ولا لطبقة ولا لطائفة .. ولذلك يجب ان يتحمل المذنب ذنبه وحده .. ولا تزر وازرة وزر أخري .. ولا تتربص القوي المجتمعية ببعضها .. ولا تؤخذ مثل هذه الوقائع مبرراً للتنابذ والكيد السياسي.