سارع حزب النور السلفي إلي فصل النائب أنور البلكيمي علي خلفية الاتهام الموجه إليه بالكذب في قضية عملية تجميل الأنف وادعائه بأنه تعرض لهجوم مسلح من 5 ملثمين علي طريق القاهرة- الاسكندرية الصحراوي لكي يغطي علي العملية الجراحية.. ولم يكتف الحزب بذلك وانما أعلن انه يسعي لاسقاط عضوية النائب من مجلس الشعب عن طريق جمع توقيعات من خمس أعضاء المجلس. وكنت أتمني أن يتمهل حزب النور في قراراته واجراءاته تجاه النائب حتي تنتهي التحقيقات وتظهر الحقيقة كاملة.. لكن الحزب آثر أن ينأي بنفسه عن ورطة البلكيمي بالكامل ولا يدع فرصة لأحد من خصومه السياسيين للمزايدة عليه.. واختار أن يفك الارتباط بينه وبين القضية برمتها لأنها بالتأكيد ستمس سمعته ومصداقيته.. واستند في قرار الفصل إلي "تضارب أقوال النائب مع مدير المستشفي بالنيابة". وقالت مصادر "النور" ان فصل البلكيمي إعلاء لقيم ومباديء الحزب العليا.. وقد أقلناه ليكون نموذجا ومثالا يحتذي بأن أي مواطن سيخطيء سيتم استبعاده فوراً.. وطالب نادر بكار المتحدث الرسمي باسم الحزب مؤسسات الدولة باتخاذ نفس المنهج في التعامل مع من ينتسبون إليها.. مؤكداً أن حزبه يعتذر للشعب.. ويرفض شيطنة تيار بكامله بسبب وقوع أحد أعضائه في الخطأ.. كما يرفض شيطنة حزب له رؤيته السياسية وتوجهاته وأهدافه. وتجدر الاشارة هنا إلي أن د. حمدي عبدالخالق مدير مستشفي "سلمي" للتجميل هو الذي تقدم ببلاغ أكد فيه أنه قد أجريت للبليكمي عملية جراحية لتجميل الأنف في مستشفاه وأن الضمادات التي علي وجهه بسبب هذه العملية وليست بسبب اعتداء مسلح. علي الجانب الآخر أكد مستشفي الشيخ زايد التخصصي أن الأشعة التي أجريت علي البلكيمي فور وصوله إلي الاستقبال تعكس أن الكسور بعظمة الأنف ليست نتيجة كسر متعمد من طبيب لاجراء عملية جراحية وانما نتيجة اعتداء.. وقد أثبت التقرير الطبي الأولي وجود اصابات متفرقة وكدمات عديدة بالوجه وتجمع دموي أسفل العينين وكدمة بالعين اليسري وأعراض ما بعد الارتجاج. ولأننا لسنا جهة تحقيق ولا نمتلك الحقيقة الكاملة فاننا يجب ان نتوقف عن اصدار أية احكام.. ونترك أمر التحقيقات للنيابة.. ويكفينا أن نقصر تعليقنا علي الشق السياسي في القضية علي النحو التالي: * علي الرغم من أن حزب النور يعد حزبا جديدا علي الساحة.. وعلي الرغم من أن التيار السلفي حديث عهد بالعمل السياسي.. ويقال انه لم يمحص جيدا في اختيار مرشحيه للانتخابات بسبب سرعة وتيرة الحركة السياسية.. الا أنه أثبت في المشكلة انه حزب محترم.. اعترف سريعا بالخطأ الذي اكتشفه ولم يراوغ ولم يكابر.. وياليت كل الأحزاب والتكتلات والسياسيين ان يكونون علي هذا المستوي من الصراحة والشفافية والقوة في مواجهة الأخطاء. * يجب الا ننسي أن "النور" حزب سياسي مفتوح لكل المصريين وليس جماعة دينية مقصورة علي من تدرب علي طقوسها وأخلاقها ومبادئها.. الجماعة تأتي بالفرز ولكن الحزب يتكون بكل من تقدم اليه وقبل بتوجهاته وأفكاره. * يجب أن نتعلم معاً ألا ننسب خطأ الفرد أو الأفراد إلي الجماعات والأحزاب التي ينتمون إليها.. وسوف نري في المستقبل كثيرا من هذه الأخطاء فلم تعد هناك رقابة ولم تعد هناك حصانة لفئة أو لطبقة.. ولذلك اقترح أن توقع الأحزاب معا علي ميثاق شرف بهذا المعني حتي لا يتربص بعضها ببعض.. ولا تؤخذ مثل هذه الأخطاء مبرراً للتنابز والكيد السياسي. * اذا ظن البعض ان هذه الواقعة ستكون نقطة سوداء في تاريخ حزب النور فأنا أري أنها هدية من السماء لهذا الحزب وقادته واعضائه لكي تذكرهم بضرورة تنقية الصفوف وتمحيص الاختيار حتي يكونوا علي مستوي الصورة التي يرسمها لهم الجمهور. * وربما كانت الواقعة هدية لكل المنتمين إلي التيار الاسلامي لكي تذكرهم وتذكرنا معهم بأننا جميعا بشر.. نصيب ونخطيء.. ولنا زلاتنا وذنوبنا واخطاؤنا.. لسنا ملائكة.. وهم أيضا ليسوا ملائكة.. وعليهم وعلينا ألا نطلب من الناس أن يكونوا ملائكة. السلفيون والاخوان والصوفيون والأزهريون والليبراليون واليساريون مواطنون مصريون.. منهم الصالح ومنهم الطالح.. وسوف نقع في خطأ كبير اذا تصورنا ان فريقا من هؤلاء احتكر الحكمة دون الآخرين وأصبح وحده يمثل "الناجين من النار"أو "الناجين من الخطأ والذنب".. كل ابن آدم خطاء "بصيغة المبالغة".. ولذا يجب ان يكون معيار الحكم علي الجميع هو الكفاءة والنزاهة طبقا لما يقتضيه الدور الذي يقوم لصالح الشعب والوطن.. فمن كان كفؤا ونزيها كان جديراً بالمقعد الذي يجلس عليه ومن كان غير لك فليتركه. وحذار.. ثم حذار.. أن ننسي أننا بشر ونظن في أنفسنا أو في غيرنا أنهم ملائكة.. الملائكة لا تمشي علي الأرض ولا تدخل البرلمان.