استغل بعض الشباب أرصفة الشوارع وجعلوها ورشاً لمزاولة حرفتهم المهنية ومنها ميكانيكا السيارات وورش للسمكرة وأخري للدوكو أو دهانات السيارات وذلك للهروب من ارتفاع قيمة ايجارات المحلات المبالغ فيها. امكانيات هذه الورش بسيطة جداً لا تتعدي سوي صندوق حديدي يحتوي علي معدات حرفة كل منهم.. يقوم صاحبه بربطه بجنزير حديدي بأقرب شجرة لتجنب عملية السرقة وغالباً يختار صاحب الورشة الرصيف القريب من محل إقامته حتي لا يصطدم بأي مشاكل من قبل جيرانه أو تحرير بلاغات ضده بسبب الازعاج. تنتشر هذه الورش خاصة في المناطق الشعبية والعشوائية.. وبرغم ملاحقة شرطة المرافق لهم إلي انهم مستمرون في عملهم سعياً وراء رزقهم. يقول إبراهيم خليل "ميكانيكي" 30 سنة: تعلمت هذه المهنة منذ صغري حيث كنت أعمل كصبي لأكثر من 10 سنوات بإحدي ورش الميكانيكا وبعد ان تعلمت الصنعة انتهزت عدم وجود ورش للميكانيكا بمنطقة سكني وقمت بإنشاء ورشة صغيرة علي أحد أرصفة الشارع الذي أقيم به نظراً لأنه أكثر المناطق أماناً لي بين جيراني وأصدقائي. قال انه لا يعتمد علي إصلاح السيارات في شارعه فقط بل انه يقوم بإصلاح السيارات في مناطق عطلها. ويضيف فتحي محمد 35 سنة ويعمل فني دوكو للسيارات انه تعلم هذه المهنة من خلال عمله بأكثر من ورشة إلي ان أصبح معروفاً بهذا المجال من قبل الزبائن وقال: بدأت أعمل أمام منزلي عندما طلب مني أحد أصدقائي دهان سيارته وبعد الانتهاء منها أمام منزلي توافد عليَّ الزبائن حتي أصبح الرصيف الذي يواجه منزلي ورشة لدهان السيارات. ويضيف أنه بحث كثيراً عن محل ليجعله ورشة خاصة به بعد نجاحه علي الرصيف إلي أنه فوجيء بارتتفاع أسعار قيمة الايجار بالمحلات بشكل مبالغ فيه مما جعله يستمر في العمل علي الرصيف وسعياً وراء رزقه مشيراً إلي انه أتخذ أحد أقاربه كصبي له لتعليمه هذه المهنة لكي يساعده في العمل. ويؤكد ناصر يوسف والشهير "بناصر حديدة" سمكري سيارات أنه يعمل بهذه المهنة علي أرصفة شارع بجوار وكالة الخضر والفاكهة بالحضرة لأنها تتميز بأنها من المناطق الشعبية ويعرفه الكثير بها لقرب مسكنه منها مشيراً إلي ان مهنته تتطلب الطرق علي صاج السيارات مما يسفر عنه انبعاث أصوات مزعجة فلذلك يكون حريصاً علي ان يعمل مبكراً مع بدء النشاط بالوكالة وحتي غروب الشمس ليتجنب شكاوي جيرانه الذين وقفوا بجانبه وساعدوه علي إنشاء ورشته علي رصيف الشارع. ويشكو محمد أحمد 35 سنة "ميكانيكي" من ارتفاع أسعار المحلات بالاضافة إلي ارتفاع تكاليف المعيشة موضحاً انه يعمل بأحد المتاجر بسوق الجمعة صباحاً ثم يقوم ليلاً بالعمل في الميكانيكا وذلك من خلال صندوق حديدي أقوم بربطه بجنزير أمام المنزل ويحتوي علي كافة المعدات والأدوات الميكانيكية التي احتاجها مشيراً إلي انه يتمتع بسمعة طيبة بين أهالي منطقته لاجادة فن الميكانيكا مما جعل له زبائن يقبلون عليه من كافة المناطق موضحاً أنه يعمل طوال اليوم نهاراً وليلاً وذلك من أجل تدبير لوازم زواجه.