الشعب المصري لم يعش في حيرة وتوهان.. مثلما يعيش هذه الأيام.. بسبب الانتخابات الرئاسية.. لسان حاله يتساءل كل لحظة.. من اختار: عضو الجماعة التي ضحكت علينا وأخرجت لنا لسانها.. أم فلا من فلول الحزب المنحل وأحد أقطاب العصر البائد.. عصر المخلوع الفاسد. الشعب المصري يحدث نفسه.. في الشارع.. في المصنع.. في الحقل.. في المدرسة.. في الجامعة.. يريد ان يرتاح.. فهو بين نارين.. نار الجماعة وحكم المرشد.. ونار من سيعيدنا الي عصر مبارك مرة أخري.. وكأن الثورة لم تكن. في المجتمع الجامعي والذي يمثل قمة الثقافة والتقدم والتحضر. الندوات وورش العمل والجلسات الخاصة لا تنتهي ولقد حضرت إحدي الجلسات التي ضمت أساتذة كبارا في مختلف التخصصات وفي وجود عدد كبير من الطلاب أكدوا جميعا.. ان الشعب المصري يعيش ولأول مرة في تاريخه في مأزق شديد.. فإما ان يختار واحدا من هواة التلون والعنجهية وفرد العضلات وإما ان يختار واحدا من فلول العصر البائد الذي ثبت فساده علي مدار ثلاثين عاما. وطالب غالبية الأساتذة والطلاب بضرورة مقاطعة هذه الانتخابات.. لكن الرد كان بأن المقاطعة سوف تعطي أحد الطريفين الفلول بالذات الفرصة علي طبق من ذهب لدخول القصر الجمهوري. أما الباقون فطالبوا بضرورة الوقوف بجانب د. محمد مرسي ومنحه الفرصة.. موضحين أن مرشح العصر البائد أخذ فرصته وتطاول علي الثوار والثورة.. لكن الرد أيضا كان بالنفي وقالوا ان مرسي لو جلس علي الكرسي.. فسوف يحوله الي كرسي المرشد. وهنا خرجت أصوات معتدلة تطالب بضرورة الاحتكام لفضيلة الفتي.. ليريحنا من هذه الحيرة ينقذ الشعب من هذا المأزق الشديد. لذلك أضم صوتي الي أصواتهم وأصوات كل الحائرين.. ونرجو من فضيلة مفتي الجمهورية.. ان يريحنا بفتوي تريح أعصابنا وتهدأ نفوسنا وتجيب لنا عن السؤال الصعب: هل نذهب لصناديق الاقتراع ونبطل أصواتنا.. أم نختار عضوا بجماعة لم نر الصدق منها.. أم فلا من فلول عصر الفساد؟! أم لا نذهب إلي الصناديق أصلاً أرجوك فتوي يا فضيلة المفتي!!