بعد انتهاء الجولة الأولي للانتخابات الرئاسية ووضوح الرؤية. أري الناس في حيرة ومنقسمين إلي ثلاث طوائف.. واحدة تؤيد محمد مرسي تماماً. وطائفة تؤيد أحمد شفيق تماماً. وطائفة ثالثة ترفضهما معاً بل ويؤكد أعضاؤها انهم لن يشاركوا بالمرة في جولة الإعادة. لماذا يا سادة هذا الموقف السلبي؟!.. إليكم ما قالوه من انتقادات وتخوفات ومطالب مشروعة. * قالوا عن أحمد شفيق انه أحد رموز النظام السابق وآخر رئيس وزراء له وكان مسئولاً عندما حدثت موقعة الجمل وانه إذا وصل للحكم فسوف يأتي بالفلول وان قبضته الحديدية وان كانت مصر وأوضاعها في احتياج لها فإنها لن تفرق بين ظالم ومظلوم وبين صاحب حق ومفتري يأكل مال النبي. يطالبون في هذا الشأن بأن تكون هناك ضمانات من الفريق شفيق حتي يمكن محاسبته عليها بأنه لن يعيد انتاج النظام السابق أو يعيد الدولة العسكرية وان الدولة ستكون مدنية حقيقية ودولة قانون.. وان يعلن من الآن عن أسماء معاونيه وسيرتهم الذاتية بشكل واضح ومحدد وكذلك برنامجه لمواجهة مشاكل المجتمع وفي مقدمتها الفقر والمهمشون وسكان المقابر والعشوائيات وكيفية النهوض بالاقتصاد والتعليم والصحة والسياحة. وكيف سيعيد مصر إلي مكانتها اللائقة افريقياً وعربياً ودولياً.. إلي غير ذلك. * وقالوا عن محمد مرسي وعن الإخوان بصفة عامة انه وإنهم لا يوفون بعهودهم بدليل نسب المشاركة في الانتخابات البرلمانية ثم موقفهم من الحكومة وبعدها الرئاسة وأخيراً الجمعية التأسيسية للدستور. كما انهم طماعون ويريدون خطف الدولة كلها من خلال الاستحواذ والتكويش. كما ان حكاية الخلافة الإسلامية التي ترددت علي لسان المرشد العام "تخض" ثم.. كيف نطمئن إلي مرشح مازال يقبل يد المرشد ويدين له بالولاء والسمع والطاعة.. ارتضي علي نفسه أن يكون "مرشح استبن".. فهل سيكون "رئيس استبن" للمرشد؟!. يطالبون بأن يقدم مرسي أيضاً ضمانات بأن جماعة الإخوان لن تسيطر علي مفاصل الدولة ولن تشارك أصلاً في الحكم لا من خلال المرشد ولا عن طريق مكتب الإرشاد. وان يبرهن علي حسن نيته بأن يعلن البرلمان المتحكم فيه حزب الحرية والعدالة قبل جولة الإعادة أسماء الجمعية التأسيسية لإعداد الدستور وبنسب محددة لكل أطياف المجتمع وألا يشارك فيها أحد من النواب إلا إذا كانوا ضمن "كوتة" الأحزاب. زاد من رفضهم لمرسي ما تسرب أمس عن محاولة الإخوان استقطاب حمدين صباحي وعبدالمنعم أبو الفتوح ليكونا نائبين لمرسي. وصفوا هذا الاستقطاب بأنه تلاعب بالناس وخداع لهم وبأنهم قوم لديهم الاستعداد للتحالف مع الشيطان مادام سيحقق أهدافهم. أوضحوا أن الإخوان يظنون ان الكتلة التصويتية لكل من صباحي وأبو الفتوح ستذهب حتماً لمرسي.. وهذا فهم قاصر خاصة ان مرسي "إخواني صريح" وأبو الفتوح "إخواني بقناع" لم ينطل علي أحد وبالتالي سينصرف معظم أنصاره المخدوعين عن هذا التحالف وقد ينضمون لشفيق. أما صباحي فهو "ناصري" أي علي النقيض تماماً منهما. تساءلوا: كيف سيختلط الماء بالزيت؟!.. النتيجة الحتمية هي التصادم في أول منعطف عند توزيع الغنائم والمناصب.. وساعتها ننتظر "مذبحة" أبشع من مذبحة القلعة و"نكبة" أفدح من نكبة البرامكة.. والخاسر الوحيد هنا هو مصر وشعبها وثورتها. الكرة الآن.. في ملعب شفيق ومرسي.. وان كنت أعلم النتيجة مقدماً.. الناس تريد الاستقرار والعدالة الاجتماعية والدولة المدنية.. لا الدينية أو دولة الخلافة. حفظ الله مصر وشعبها. آخر الكلام: * اللجنة التشريعية بالبرلمان وافقت أمس من حيث المبدأ علي مشروع قانون معايير انتخاب أعضاء الجمعية التأسيسية لإعداد الدستور. للأسف.. المشروع يخلو تماماً من أية معايير.. حيث لم ينص علي ان الجمعية لن تضم نواباً. ولم ينص علي أعداد أعضاء كل فئة من فئات المجتمع بل قال: وان يراعي في تشكيل الجمعية "قدر الامكان" تمثيل كافة أطياف المجتمع!!.. يا سادة أنتم تتلاعبون.. الطعن قادم.. قادم. * كما توقعت وقلت كثيراً.. أبو الفتوح الآن بعد الخسارة يقف علي أبواب مكتب الإرشاد وسيتم إعادته من جديد.. الإخوان بيضحكوا علي مين؟ علينا أم علي أنفسنا؟!.