أخشي كثيرا علي مصر بعد فض مولد الرئاسة الذي يحسم غدا وبعد غد أو في جولة إعادة بعد أيام قليلة.. أخشي عليها من الطامعين والمشتاقين ومن الحالمين والواهمين ممن يعتقدون ان الانتخابات النزيهة هي أقصي أمانينا وغاية طموحاتنا وأن الأوضاع ستتحسن بمجرد تنصيب الرئيس الجديد وانتقاله إلي القصر الرئاسي! العيون كلها متجهة صوب الرئيس المنتظر باعتباره المنقذ أو "سوبرمان" الذي يستطيع بحركة واحدة أو بضغطة زر وضع حلول لكل مشاكلنا بدءا من المظاهرات الفئوية والسياسية التي تخنق البلاد وتعطل حركة العمل والانتاج وانتهاء بظاهرة البلطجة وتهريب السلاح بعد أن أصبحت خطرا حقيقيا علي أمن واستقرار ومستقبل الوطن. لم نسأل أنفسنا: هل يستطيع الرئيس أن يواجه جبالا من الهموم والمشاكل المتراكمة علي مدي عقود ويعيد فتح الملفات المهملة ويقود حركة تنمية تضع مصر في المكانة اللائقة دون دعم البرلمان المنتخب الذي قد يكون مختلفا معه سياسيا؟ هل يمكنه وحده إصلاح التشوهات الأخلاقية التي نعاني منها وتسيطر علي علاقتنا وتعاملنا مع بعضنا البعض حتي باتت الغلبة في معظم الهيئات والمؤسسات لحزب أعداء النجاح ومن يعمل ويجتهد يجد ألف شخص يضعون أمامه العقبات والعراقيل حتي يفشل مثلهم وينضم إلي طابور الفاشلين؟ هل يمكن للرئيس بمفرده أن يعالج الفيروس الذي أصاب بنيتنا الاجتماعية ويهدد مبدأ تواصل الأجيال الذي تنهض به الأمم بعد أن أصبح كبار السن فلولا والشباب ثورجية أولاد ستين في سبعين؟ هل يستطيع الرئيس مهما كانت قوته وحنكته أن يعمل دون مساندة شعبه بمختلف الانتماءات والأيدلوجيات لإعادة الفئران إلي جحورها ووضع حد لشطط الكثيرين لتنتقل السلطة بشكل حضاري راق يذكر العالم بثورتنا السلمية المجيدة التي كانت نموذجا فريدا قبل أن يسطو عليها محترفو جمع الغنائم.. أم يخرج الموتورون والمخربون وأصحاب المصالح إلي الشوارع للإجهاز علي البقية الباقية من أوصال الدولة؟ الرئيس القادم لن يأتي بعصا موسي أو خاتم سليمان أو الفانوس السحري ليخرج منه مارد من الجن قائلا "شبيك لبيك عبدك بين ايديك" علي طريقة الأفلام الأبيض والأسود لتختفي علي الفور كل مشاكلنا دون أن نعمل أو نبذل أي جهد. مصر لن تتجاوز هذه المرحلة الصعبة وتعبر عنق الزجاجة إلا بإنكار الذات وتكاتف الجميع والعمل بروح الفريق وإعلاء دولة القانون. وإلا فسندخل في نفق مظلم ونعود إلي المربع صفر. * * * إذا صحت التصريحات المنسوبة إلي قائد المقاومة الشعبية بالسويس الشيخ حافظ سلامة بأن جميع المرشحين للرئاسة لا يصلحون فإننا أمام خيارين لا ثالث لهما.. إما أن نستعين برئيس من الخارج علي طريقة حكام الكرة الأجانب أو نلغي المنصب من الأساس ونريح ونستريح!!!