ذكرني مشهد عمرو موسي وهو يلقي أحدي خطبه العصماء خلال اللقاء الذي عقده مع الشباب بساقية الصاوي بمشهد الحضري في مباراة مصر وانجلترا وهو يبالغ في ردود أفعاله في القفز وصد الكرة لعله ينال الفرصة التي توق أليها للأحتراف في أحد الأندية الأنجليزية فما كان إلا أن نالت شباكه ثلاثة أهداف وعاد يجر اذيال الخيبة، فعمرو موسي يعي جيدا تأثير الخطابات الحماسية علي الجماهير المصرية كما يعي جيدا حجم رصيده لدي الغالبية العظمي من الاغلبية الصامتة في مصر ، وتطلع الناس السابق له كبديل عن الرئيس السابق في وقت كانت تبحث فيه الجماهير عن بديل لهذا الجاسم علي صدورهم وللرد علي حجة عدم وجود بديل صالح للبلاد غير الرئيس مبارك ، والتي كانت تروجها وسائل الاعلام المصرية . ولكن ما لم يدركه موسي ان الوضع في مصر تغير كثيرا عما كان عليه من 15 او 20 سنة ، فلا عادت الناس تتشبث بخيال شخصية فيها الرمق زي ما بيقولوا ،ولا عادت متقبلة لكلمات الخطب الجوفاء والتي لايرن صداها الا في اذن قاطني بلدان الواق واق ،فالشعب المصري اصبح يسمع باذنه ،ويحكم بعقله ويحلل بقلبه ،وانصحك الا تستهين بالحاسة السادسة للشعب المصري يا سيد موسي فانها لا تخطيء ابدا شعب مصر فجأة اتفتحت قدامه مغارة علي بابا ، شبيك لبيك عبدك ما بين ايديك تطلب ايه ؟؟؟ عايز واحد حنجوري ؟؟ خد موسي... عايز واحد يميني ..خد البرادعي ، عايز واحد مالوش في حاجة ؟؟؟ خد شفيق ، الاختيارات اصبحت واسعة ومتعددة ، وهذا الذي يجب ان يدركه السيد موسي ، ومما لا شك فيه ان موسي شخصية سياسية مخضرمة ، تجيد اللعب علي جميع الحبال ، فهو الذي اكد علي انتخاب مبارك لفترة رئاسة جديدة ، وهو الذي قفز علي ميدان التحرير عندما وجد الميزان يميل بشدة لصالح الثوار واعتقد ان موسي اعتقد ان ظهوره سوف يكون بمثابة ظهور المهدي المنتظر ،يظهر فتصمت الجماهير وتستمع الي احد امالهم ، ولا انكر اني شعرت وقتها بتفائل كبير عندما سمعت بنزوله ،مالبث هذا التفاؤل ان تحول الي خيبة امل عظيمة عندما علمت بمطالبته للثوار بفض اعتصامهم، وفي اعتقادي ان المسكين تخيل انه يمكن استغلال الثورة للتفاوض مع النظام باسم الثوار والتهام الكعكة المصرية باقل مجهود،ولكن ، واه من لكن ، لاول مرة في حياة الثعلب العجوز لم يحسبها بطريقة سليمة ،لم يدرك ،كما لم يدرك غيره من السياسيين المخضرمين انها ثورة، ثورة احسست بها من هنا ، من زامبيا ، فكيف لم يحس بها من يطل مكتبه علي ميدان التحرير. والسؤال هو ، هل بصلح موسي لرئاسة مصر؟؟؟ سؤال قد يجيب عنه عنوان مقالي ، ولكن أفضل أن انتظر لعل غدا يخرج علينا بطرحا جديد ،اليس غدا لناظره بقريب؟ د. خالد ميلاد