* البرامج التي تعتمد علي قراءة الصحف الورقية من البرامج العتيدة في معم التليفزيونات وكانت موجودة قبل اختراع القنوات الفضائية وقبل استخدام الأقمار الصناعية في البث التليفزيوني بل كانت مادة اساسية وهامة في الإذاعة قبل التليفزيون. * لقد تنبأ كثيرون من الخبراء وراهنوا علي زوال الصحف الورقية وانتهاء عصرها في القريب العاجل ولكن يبدو ان هذا النوع من الصحف الذي يعتبر الأقدم لمن ينهزم أمام الصف الالكترونية وسيل صامدا لأطول فترة ممكنة بفضل تمسك الأجيال التي تربت عليه من جهة وبفضل مقدرته علي تطوير نفسه من جهة أخري وبفضل انفراده بالتفاصيل والتحليلات والمقالات والتحقيقات والوصول المباشر الي المصادر وطرح الآراء وقوة محرريه وتخصصهم.. هناك عوامل كثيرة قد تطيل عمر الصحف الورقية وتجعلها في المقدمة وتجبر المحطات التليفزيونية علي التعامل معها في برامج خاصة بها وتقدم قرارات مختلفة لما تحتويه كالعادة . * وبرنامج مانشيت الذي يقدمه الزميل جابر القرموطي علي قناة أون تي في رغم عمره القصير وحداثته التي تتناسب مع حداثة القناة التي تعرضه أصبح واحدا من أهم البرامج التي تقطف زهور الصحف الورقية وانتقاء أهم ما فيها للمشاهد.. فالقرموطي يقرأ الصحف بشكل مختلف وبسيط ومشوق.. لا يقدم الخبر أو التحقيق أو المقال أو الكاريكاتير أو الرأي أو غيره من اشكال الكتابة بالطريقة التي اعتادها الآخرون بل يختلف عن الجميع ويتداخل ويتساءل ويتحاور أحيانا ويعلق علي الموضوعات ويجد مساحة من اثارة مناطق سخونة وحيوية مع الصحيفة الورقية ومع المشاهد نفسه. * برنامج مانشيت ليس اسما علي مسمي فهو لا يتوقف فقط علي المانشيت أو العنوان الرئيسي بل يقدم استعراضا وعرضا قويا لأخبار داخلية وموضوعات لا مكان لها في المانشيت وينتقي مقالات الكتاب ويحاول تحليلها أو الربط بينها وأهم ما يميزه انه لا يعتمد مثل الآخرين علي الصحف العتيقة مثل الصحف القومية التي مازالت في صدارة المشهد ولا الصحف المستقلة الأكثر شهرة بل يلتقط ويلتهم معم الوجبة الصحفية الكبيرة المتنامية من الصحف حتي لو كانت غير معروفة بشكل جيد لدي القارئ ولا يتعالي عليها مادام فيها ما يشد المشاهد ويرقي الي درجة الأهمية لدي المواطن.. لذلك كان مانشيت القرموطي مختلفا فتحية له ولفريق عمله.