بسرعة الصاروخ صعد الزميل الصحفي جابر القرموطي بين كبار مقدمي البرامج التليفزيونية ببرنامجه الجميل والمفيد والممتع "مانشيت" الذي يقدمه علي قناة أون تي في.. وقبل عدة أسابيع نشرت روزاليوسف حوارا مع جابر القرموطي حول برنامجه قال فيه إنه لم يخطط ليقدم البرنامج وإنه شرب عشرات من فناجين القهوة والينسون حتي يستطيع تقديم الحلقة الأولي من البرنامج .. وهذا بالضبط هو جابر القرموطي الذي أعرفه. لجابر رحلة في عالم الصحافة الاقتصادية عمرها أكثر من خمسة عشر عاما، بدأها في صحيفة الحياة اللندنية، ومن هناك أصبح أحد أبرز الصحفيين الذين يفهمون ويكتبون بعمق وتحليل في القضايا الاقتصادية، وليس علي طريقة الأباطرة الذين حولوا الصحافة الاقتصادية إلي مدخل للغني الفاحش والتجارة في الأسهم والعقارات وحتي القري السياحية بفضل تفتيح المخ. لم يفتح جابر مخه إلا في شغله فقط.. وقبل أحد عشر عاما تقابلنا في مجلة الأهرام العربي التي كانت مشروعا صحفيا واعدا قبل أن يتكالب عليها أنصاف وأرباع الموهوبين الذين حطموها وأدخلوها في ذمة التاريخ.. ومن الأهرام العربي واصل جابر القرموطي رحلة النجاح في الصحافة المصرية لأول مرة.. ليقدم نموذجا مختلفا سار علي نهجه الكثيرون بعد ذلك. وحين تري جابر القرموطي في مانشيت لا تشعر أن شيئا فيه قد تغير رغم مرور سنوات من العمر.. نفس بساطته.. وحبه لمهنته.. والأهم الحياد الذي يفتقده الكثيرون.. ودون أن نشير لأحد فإن الجمهور يعرف جيدا من يبيع قلمه ومن يؤجر برنامجه.. ومن يوظف عمله لخدمة سيده. ومن بين العديد من البرامج التي تعرض وتناقش لأهم ما تناولته الصحف أعتقد أن جابر حالة استثنائية.. فهو صحفي حقيقي، مارس المهنة لسنوات ولا يزال.. ولم يهبط عليها بالبراشوت مثل بعض من لم يكتبوا في حياتهم خبرا.. ويقدمون أنفسهم تحت لافتة الكاتب الصحفي الكبير! ولا أعتقد أن جابر كسب كثيرا من العمل في تقديم البرامج التليفزيونية.. لكن الأكيد أن قناة أون تي في هي التي كسبت وجود جابر معها.. وكسبت من وجود مانشيت القرموطي المميز.. بالتوفيق يا أبا نور.
