رأيته وهو يمشي في زهو وتفاخر.. لفت نظري شيء هام جداً لا يجب السكوت عليه.. استوقفته.. رد عليه في عجرفة وكبرياء: نعم.. فيه حاجة دنوت منه أكثر. ورحت أقول في خجل بصوت مهموس لا يسمعه غيره بعد أن تلفت يمنة ويسري: أنا عاوز أقولك إن سستة بنطلونك مفتوحة علي الآخر.. صرخ في وجهي: أنا حر.. شعرت وكأن الأرض قد اهتزت من تحتي.. فجأة.. وجدت المارة وقد تجمعوا علي صوته.. غسلني خجلي من جراء النظرات الحارقة للملتفين من حولي.. أردف يقول في زهو وثقة: أنا حر يا أخي.. افتح السستة علي آخرها.. أو اقفلها.. أو حتي أمشي من غير بنطلون خالص.. أنا حر.. وإحنا في زمن الحرية.. انت ما سمعتش عن حاجة اسمها ثورة 25 يناير..!!! هاء.. هاء.. هاء.. هاء.. هاء.. كرشه المنفوخ المممتد أمامه راح يعلو ويهبط كأرجوحة من جراء ضحكاته المتتالية.. رويداً رويداً.. توقفت ضحكاته.. صمت برهة. وراح يحدث في وجههي الذي اغتسل بعرق خجلي. ثم راح يقول: انت شكلك مش عاجبني.. شكلك كده فل.. أيوه فل من فلول النظام.. هاء.. هاء.. هاء.. هاء.. لفتني ضحكات المارة التي خرجت متوحدة.. قوية في وقت واحد.. رويداً.. رويداً.. وجدتني أنسحب كجندي هارب من معركة خاسرة.. رحت أخطو خطوات بطيئة متثاقلة وأنا أهذي كالمجنون.. حرية.. حرية.. حرية..