استوقفتني عبارة أطلقها الكثيرون بصياغات مختلفة ولكن بمعني واحد. في مقدمة من أطلقوا هذه العبارة د. محمد سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب الذي قال في حواره للأخبار أمس: ان حرية التظاهر مكفولة ويجب أن تكون في المكان المناسب وبطريقة لا تعطل المصالح ولو أخطأ المتظاهرون لا يجب قتلهم. أيضاً.. قال د. عبدالمنعم أبو الفتوح المرشح للرئاسة بذات المعني في متابعة نشرتها الجمهورية أمس: من يحاول الاعتداء علي مرافق الدولة يجب محاكمته وليس قتله. ماذا يعني هذا الكلام؟!!.. معناه رفض التظاهر في أماكن خطأ مثل المناطق العسكرية ومحيطها ولكن لا يجوز قتل المتظاهرين ولو أخطأوا في اختيار المكان أو اعتدوا علي مؤسسات الدولة كوزارة الدفاع واقتحموها وأحرقوها وأسقطوا الجيش!! بالذمة ده كلام؟!!.. والله عيب. كنت سأؤيد وبشدة أقوالهما هما وغيرهما لو قالوا وبألفاظ محددة انه لا يجوز التظاهر ولو سلمياً أمام المناطق العسكرية عامة وأمام وزارة الدفاع خاصة لأن ذلك خطأ جسيم.. وعلي قوات الجيش والأمن أن تفض هذا التظاهر أو الاعتصام بالحسني أولاً وإذا فشلت فبالقوة بما في ذلك اعتقال من لم يمتثل مثلما فعلت قوات مكافحة الشغب الأمريكية مع اعتصام "احتلوا وول ستريت".. وفي كل الأحوال لا يجوز أبداً قتل متظاهرين سلميين. هذا هو الكلام الأوقع والمسئول فعلاً ولا يفهم منه مغازلة بعض القوي الموتورة وان شطت أو نفاق معتوهين وان تطرفوا. ومع فرض حسن نوايا أصحاب هذه التعبيرات.. فإنني اسألهم وأستحلفهم بالله أن يردوا علي تلك الأسئلة: * وماذا لو أن بعض هؤلاء المتظاهرين كانوا يحملون أسلحة نارية؟.. وماذا لو أطلق البعض الرصاص الحي من داخل مسجد علي قوات الجيش والأمن؟.. وكيف يتم التعامل مع هذا البعض وهو يحاول اقتحام وزارة الدفاع نفسها كما حدث؟. * وماذا يعني مطالبة حازم صلاح أبو إسماعيل وخيرت الشاطر للناس بالكفاح المسلح؟.. بل وماذا تعني الدعوة التي أطلقها أبو إسماعيل أيضا أمس الأول مطالباً كل شعب مصر بالاحتشاد في التحرير لتنفيذ "عمل كبير" علي حد وصفه أو زعمه؟.. وماذا يعني وصف النائب الإخواني د. محمد البلتاجي لما حدث في العباسية بأنه موقعة جمل ثانية؟!. * وماذا تعني دعوة الشيخ حسن أبو الأشبال الداعية السلفي للمتظاهرين عبر قناة الحكمة قبل ساعات من "غزوة الوزارة" بما أسماه "الجهاد المسلح" ومطالبة المتظاهرين والمعتصمين بمحاصرة مقر الوزارة من كل جانب والقبض علي أعضاء المجلس الأعلي للقوات المسلحة الذين هم قادة الجيش فرداً فرداً وإعدامهم في الميدان؟.. وماذا يعني أن يقود الشيخ أحمد السيسي الداعية السلفي أيضاً المظاهرات أمام المنطقة الشمالية بالإسكندرية في نفس توقيت الهجوم علي مقر وزارة الدفاع؟!. * وماذا يعني قيام كل من الشيخ محمد الظواهري الشقيق الأكبر للشيخ أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة. والشيخ مصطفي مرجان أحد قيادات تنظيم الجهاد بترديد شعارات جهادية وتنظيم مسيرة أمام مقر وزارة الدفاع ضمت العشرات من المعتصمين يتقدمهم ملثمون بغطاء أسود علي الوجه رافعين الأعلام السوداء.. أعلام القاعدة؟. * وماذا يعني ضبط كميات كبيرة من الأسلحة مخبأة في خيام المعتصمين أمام مقر الوزارة وداخل مسجد النور بالعباسية الذي انطلقت منه رصاصات غادرة أسقطت العريف مجند سمير أنور إسماعيل شهيداً؟. * وماذا يعني اصدار ما يسمي بالحرس الثوري المصري بياناً اعترف فيه بقتل العريف الشهيد قرب مسجد النور وان كتائبهم بدأت في إعادة الانتشار بالتحرير وماسبيرو وكأننا في أفغانستان أو الصومال؟. ماذا يعني كل هذا؟.. وهل هي مظاهرات سلمية فعلاً بهذا الشكل؟.. وكيف يتم التعامل مع المتظاهرين والمعتصمين الذين تأكد ان بينهم عناصر مسلحة حاولت اقتحام وزارة الدفاع لاسقاط الجيش؟.. هل يأخذهم أفراد الجيش بالأحضان ليجدوا رصاص الغدر ينهمر علي صدورهم؟.. أم ماذا بالضبط؟!. لا يا سادة.. نحن مع التظاهر السلمي وفي الأماكن "الصح".. لكن في المكان الخطأ أو استهداف القوات المسلحة ورمز العسكرية المصرية أو أي من مؤسسات ومرافق الدولة نقول: لا.. لا.. ومليون لا.. ولابد من المواجهة بكل التدابير الممكنة. يا سادة.. أنتم تحرقون مصر.. بأقوالكم. وأفعالكم. وأطماعكم. حفظ الله مصر وشعبها.. منكم ومنهم.