دمياط من المحافظات الهادئة. لأن ابناءها يتسمون بأنهم عمليون. لذلك تندر أعمال البلطجة والسرقات بالإكراه فيها. وحتي ان وقعت بعض الجرائم فهي غالباً من الوافدين عليها من المحافظات الأخري. حتي نتعرف علي المنظومة الأمنية في دمياط. التقينا باللواء طارق حماد مساعد وزير الداخلية مدير أمن دمياط. والذي تحدث عن الأمن بشكل عام. وأمن دمياط بشكل خاص.. وحضر اللقاء الرائد محمد السعيد البنا مدير العلاقات الإنسانية بالمديرية. بدأ اللواء طارق حماد حديثه عن منظومة الأمن في الدولة بقوله إن الأمن في مصر يعتبر قد تعافي بنسبة 70% تقريباً في المرحلة الحالية. وهي مرحلة حاسمة. * سألناه.. متي يعود الأمن إلي حالته الطبيعية؟ ** قال: إما أن يعود الأمن إلي حالته الطبيعية خلال شهرين. وإما سيحدث ما لا يحمد عقباه. والعودة إلي الحالة الطبيعية سوف تتحقق بالاستمرار في الجهود التي تبذلها وزارة الداخلية من خلال الحملات التفتيشية والأكمنة المتحركة والثابتة. أضاف: أما إذا تم اقحام وزارة الداخلية في بعض المشاكل وقيام بعض العناصر بالتعدي علي مبني الوزارة والمنشآت الشرطية. فإنه ستتعطل حركة الوزارة في مجابهة الجريمة وستعود إلي نقطة الصفر. وهذا هو الذي أعاق وزارة الداخلية خلال العام الماضي في كافة أنحاء البلاد. * لماذا حددتم شهرين لعودة الأمن لحالته الطبيعية؟ ** ضعوا في الاعتبار أنه تم تهريب أسلحة إلي البلاد عبر الحدود. بالإضافة إلي أسلحة الشرطة المسروقة. فضلاً عن دخول عناصر جديدة بكثرة إلي صفوف المجرمين. لذلك فإن زمام المبادرة الذي اتخذته الوزارة عند استمراره لمدة شهرين لتحقيق نجاحات متصلة سوف يتم الحد من الجريمة وسوف يستتب الأمن. * هل تكفي هذه المدة لعودة الأمن.. رغم تهريب 10 ملايين قطعة سلاح إلي البلاد؟ ** صحيح هو رقم مرعب. احصائيات الداخلية أنه تم ضبط 5500 قطعة سلاح. والأخطر أنه توجد أسلحة متطورة ليست موجودة في الشرطة مثل الآر.بي.جي.. والجرامانوف. والقنابل اليدوية. وأغلب التهريب جاء من ليبيا لأن هناك دولة تفككت. وهناك تهريب أيضاً من كافة الحدود. وبالنسبة لدمياط يتم تهريب الأسلحة من السواحل والطريق البري. * .. وماذا عن الجريمة بدمياط؟ ** دمياط مستوردة للمجرمين من المحافظات المجاورة خاصة الدقهلية وكفر الشيخ وبورسعيد. المواطن الدمياطي ليس من طبعه الجريمة لأنه شعب عملي ومنتج. وجميع حالات الاختطاف بالمحافظة تم ضبطها وضبط مرتكبيها وإعادة المختطفين. والظاهرة الجميلة حالياً في دمياط هي أن معظم المعلومات التي ترد إلي الشرطة يقدمها المواطنون الشرفاء. وليس المرشدين المحترفين. لأن هناك تعاوناً وثيقاً بين الشرطة والمواطنين الشرفاء. من أجل هدف واحد.. هم استتباب الأمن. * هل قلت الجريمة علي مستوي الدولة؟ ** معدل الجرائم في مصر يقل يوماً بعد يوم بشكل ملحوظ. لأن الشرطة نجحت في الحد من الجرائم الخطرة خاصة السرقة بالإكراه والخطف. فهذه الجرائم أصبحت محدودة للغاية. وبدأ المواطن يشعر بالطمأنينة. والدليل علي ذلك هو أن حركة السير علي الطرق ليلاً ونهاراً أصبحت بكثافة خاصة العائلات. ويرجع هذا لضبط العديد من البؤر الإجرامية والعناصر الخطرة علي مستوي الجمهورية. وللتواجد الشرطي الفعلي من خلال الأكمنة المتحركة والثابتة. وهذا نتاج جهد استغرق عاماً كاملاً من الداخلية. عقب حالة الانفلات الأمني بعد الثورة. أكد أنه لولا افتعال المشاكل واقتحام الداخلية ومهاجمتها لاستتب الأمن عقب فترة الانفلات الأمني بشهور قليلة. وزاد الأعباء علي الداخلية الجهود الملقاة علي عاتقها فيما يسمي الوقفات الاحتجاجية وقطع الطرق. * كيف تتعاملون مع المحتجين؟ ** نتعامل معهم بالتفاهم والنصح باللجوء للطرق الشرعية والقانونية. وعدم تعطيل مصالح المواطنين. ونجد استجابة منهم بعد بذل جهد في اقناعهم. هذه الوقفات وقطع الطرق كانت قد انتشرت عقب هروب الفتيات من منازلهن لظروف اجتماعية أو معيشية أو عاطفية. حيث يقوم أهلها وأبناء بلدتها بقطع الطرق بحجة تعرضها للاختطاف. وقد تبين عدم صحة كافة بلاغات الاختطاف. ولا نفصح عن السبب الحقيقي عقب اعادة الفتاة أو عودتها.. حفاظاً علي السمعة والروابط الاجتماعية. * ما هي أهمية الأمن للوطن وللمواطن؟ ** بدون الأمن لن يوجد استثمار أو اقتصاد قوي. ولن توجد طمأنينة لدي المواطنين. يمكن أن تستغني عن أي شئ لكن لا تستطيع الاستغناء عن الأمن ولو لثانية واحدة. وهذا ما يتم تلقينه لرجال الشرطة.. لا يمكن الاستغناء عن الأمن. * لماذا يعترض الأمن علي إقامة بعض المباريات.. أو يفضل إقامتها بدون جمهور؟ ** هناك لوائح تنظم إقامة المباريات الموجودة في الاتحاد الدولي لكرة القدم. ولا يتم تنفيذها كاملة. وكالعادة يتم القاء كافة الأعباء علي الأمن. فمثلاً الأندية هي المسئولة عن تفتيش الجمهور عند الدخول إلي المدرجات وليس الأمن. لكن مع قلة الموارد وإيماناً من الأمن بضرورة مساعدة الأندية. لم تقم الأندية بهذه المهمة وأصبح الأمن هو الذي يقوم بهذه المهمة. لذلك من المهم تطبيق اللوائح وكل جهة تقوم بمهمتها. * كيف استعدت المديرية ليوم شم النسيم؟ ** تم وضع الخطط الكفيلة بتأمين رأس البر. والرحلات النيلية. وكورنيش دمياط. ودمياطالجديدة. وهي الأماكن التي يرتادها ابناء المحافظة والزائرون من المحافظات الأخري. أيضاً نكثف الحملات لإعادة الانضباط المروري للشارع الدمياطي. ونقوم بحملات يومية من بين أهدافها ضبط المعاكسات أمام المدارس. هناك ظاهرة الموتوسيكلات التي بدون ترخيص والتي انتشرت في دمياط وفي كل المحافظات. ولابد من تدخل تشريعي للحد منها.