* من يعتقد أن الإخوان المسلمين حديثو عهد بالسياسة أو أنهم سذج فهو واهم ولا يعرف أنهم كانوا يعدون نفسهم لهذا الحلم منذ عشرات السنين ورغم ما تعرضوا له من إبعاد وتنكيل لم يتخلوا عن هذا الحلم في يوم من الأيام لأنهم كانوا علي ثقة في تحقيقه. ومن يعتقد أن الإخوان المسلمين هم مجرد مجموعة من الدراويش الذين لا يجيدون الألاعيب السياسية وأصولها فهو في رأيي لا يعرفهم جيدا.. ومن يعتقد أنهم وهم علي مقربة من سدة الحكم سيتخلون عن حرفية السياسة وفنونها في سبيل قيم ووعود وعهود ومرجعيات دينية فهو واهم أيضا. الإخوان المسلمين في رأيي قد أعدوا العدة جيدا لهذا اليوم ويعرفون أنهم وصلوا إلي السلطة للاستمرار فيها وسيبذلون أقصي ما عندهم ليثبتوا للجميع أنهم يستحقونها.. فهم القوي الوحيدة الموجودة علي الساحة في رأيي الذين يمتلكون برامج عملية وخططا مطورة لكل الملفات الساخنة والشائكة والمزمنة والملحة والمعقدة لقد عملوا علي هذه الملفات منذ سنوات طويلة وحدثوها وينتظرون اقتناص السلطة التنفيذية للعمل عليها. لن يشرع الإخوان في تحقيق نجاح علي الأرض ما لم يستتب لهم الأمر ويضمنون أن معظم خيوط السلطة في يدهم.. فهم أصحاب الأغلبية في البرلمان ولكن بلا حكومة تنفذ برامجهم.. لقد كان سعيهم لتشكيل حكومة هدفا وضرورة وأتصور لو أن المجلس العسكري مكنهم من ذلك لما ترشح أي منهم لمنصب الرئيس وأعتقد أيضا أنهم قد يفكرون في التخلي عن منصب الرئيس لو مكنوا من تشكيل حكومة. عموما أثبت الإخوان من خلال تحركاتهم أنهم يجيدون المناورة والضغط والتربيط والتعامل مع المستجدات وعدم التجمد في المواقف وأعتقد أنهم سيصلون إلي القدر الذي سيرضيهم ويحققون من خلاله برامجهم وتطلعاتهم للمستقبل وسيسعون بكل الطرق ليؤكدوا أنهم الأحسن وأنهم الاختيار الأصح ليتمكنوا من البقاء بإرادة نفس الشعب الذي منحهم أغلبية البرلمان. هي السياسة كده.. لا يوجد فيها مستحيل إنها فن الممكن وهم يعرفون ذلك جيدا والممكن عندهم أنهم يحصلون علي كل ما يمكنهم من تحقيق هدفهم وإن تنازلوا عنه اليوم سيحصلون عليه غدا وعلي القوي السياسية الأخري التي يعلو صوتها ويسمع ضجيجها ولا يُري طحينها أن تتعلم وأن تتوافق وتنسجم مع بعضها وتشكل جناحا آخر قويا يدفع مع جناح الإخوان سفينة هذا الوطن المتأزم إلي شط الأمان وأن يعترف الجميع بالخيار الديمقراطي وإرادة الشعب والشعب نفسه الذي ينتظر نتائج ملموسة علي الأرض.