* سيظل الإخوان المسلمون في حالة اختبار متواصلة ولن يستتب لهم الأمر بسهولة وكان عليهم ان يدركوا ذلك منذ البداية وكان عليهم ان يعتبروا فوز حزبهم السياسي "الحرية والعدالة" بالاغلبية في البرلمان ليس إلا خطوة واحدة في الطريق إلي السلطة ولكن علي ما يبدو ان بعضا منهم اعتقد ان هذه الخطوة هي الأهم وانها ستوصلهم بسهولة إلي مقاليد السلطة والامساك بكل مفاتيحها. * كل الشعب المصري وكل طوائفه وقواة السياسية وكل دول العالم ايضا تضع جماعة الإخوان منذ وصولها الكاسح إلي البرلمان تحت الاختبار وتراقب عن كثب كل تحركاتهم وسياستهم وتصريحاتهم ومدي نجاحهم أو فشلهم في تحقيق مزيد من التقدم أو التقهقر في ظل التربص المحيط بهم من كل الجهات تقريبا. * في رأيي إذا لم يستخدم الإخوان ذكاء الأذكياء منهم وحكمة الحكماء منهم وكياسة العقلاء منهم وتكتيك السياسيين منهم فلن يستطيعوا تقدير كثير من الأمور وسيصطدمون بالتأكيد مع الواقع ومع القوي الأخري التي لم تترك عجلة ذهابهم إلي السلطة تمضي بسهولة وقد يتعثرون مع قوة أكبر تعيدهم إلي النقطة صفر. * أعتقد ان الإخوان يحتاجون في الفترة القادمة إلي العودة من جديد إلي ادبياتهم السياسية والفكرية من أجل امتصاص الصدمات التي حدثت والتي ستقع في المستقبل القريب في الفترة الانتقالية وألا يغتروا بما حققوه من نجاح في البرلمان لان الطريق إلي السلطة مازال مفروشاً بالمفاجآت والأشواك. * لا أحد ينتقص من شعبية الإخوان ولكن لا أحد ينكر أنها الآن علي المحك وان لم يسع سياسيو الإخوان إلي العبور بسفينة هذا الوطن إلي الشاطئ الأمن بأقل الخسائر فان العواقب ستكون وخيمة عليهم وعلي الوطن واعتقد ان التقليل من الخسائر لن يحدث إلا إذا أجل الإخوان طموحاتهم الكبيرة في السيطرة علي كل شئ لانه باختصار لن يتركهم أحد سواء في الداخل أو الخارج. * لن تمضي الجماعة في طريق آمن إلي السلطة إلا إذا تخلت عن طموحاتها وتبنت طموحات الشعب المصري وأهداف ثورته وسعت إلي تحقيق هذه الطموحات علي أرض الواقع.. ولن تمضي إلي السلطة بأمان إلا إذا توافقت مع القوي السياسية الأخري ودفعتها إلي المشاركة الفعلية معها وباحترام ودون استعلاء بأغلبية البرلمان. * لن ينجح الإخوان إلا إذا احتموا بالشعب والشعب لن يحميهم إلا إذا ثبت له بالدليل القاطع ان ولاءهم الأول له وليس لأهداف وطموحات الجماعة فلابد ان يبادر الإخوان بتقديم المصلحة الوطنية علي كل شئ فهم في اختبار صعب.