في إطار آليات تغيير مسار الثورة المصرية وإجهاض الحلم المصري الكبير ووأد تطلعات شعب مصر المسكين جاء الدفع بورقة "عمر سليمان" أو مبارك الثاني وإعلان ترشحه للرئاسة من منصة ميدان العباسية وبطريقة هزلية مصطنعة تسخر من المصريين بعد إعلان عدم نيته للترشح لكرسي الرئاسة. جاء القرار بعد حملة إعلامية ضخمة لترويع الناس من الإسلاميين "سلفيين وإخوان وجماعة إسلامية" وبث الهلع من قرب إعلان الخلافة الإسلامية وقيام الدولة الدينية التي تحكم بالحق الإلهي وتمتلك صكوك دخول الجنة والنجاة من النار وتطبق الشريعة وتقيم الحدود. وهي نفس الفزاعة التي حكم بها مبارك لسنوات طويلة حتي الرمق الأخير من مملكته ولكنها لم تنطل علي شعب مصر الذي لفظ نظامه وحزبه المستبد للأبد.. واعتقد ان الشعب المصري أذكي وأسمي من ان يقع فريسة سهلة في شراك الماضي مرة أخري. ووقع الليبراليون واليساريون في الفخ وشاركوا بقصد وبدون قصد في إشعال الفتنة بمقاطعة اللجنة التأسيسية وافتعال أزمة كان ومايزال من الممكن حلها بالحوار والتوافق بين الفرقاء من كافة القوي السياسية. وازدادت الحملة ضراوة بالدعوة للثورة علي الاخوان وعلي الإسلاميين بصفة عامة بحجة خيانة العهد والأمانة والتكويش والاستحواذ والهيمنة علي مقاليد الأمور في مصر. وبنفس اللغة والمفردات استيقظ اعداء الثورة وفلول الوطني ووجدوا ضالتهم في هذا المناخ للسطو علي الوطن من جديد وتشويه منجزات الثورة والقفز الي سطح الحياة من جديد. عفوا.. سليمان ليس الرجل المناسب في تلك المرحلة.. سليمان.. "شاهد شاف كل حاجة" ومتهم اصيل من العهد البائد بالفعل والقول والصمت.. هو رجل النظام الأول والصندوق الأسود لخزانة أسرار عهد مبارك البائد ومهندس الصفقات المشبوهة مع الكيان الصهيوني. سيناريو وأد الثورة.. وإعادة إنتاج نظام المخلوع بدأ مبكراً وبعد ايام من اندلاع الثورة وشواهده كثيرة وجرائمه أكثر وقيدت ضد اللهو الخفي المجهول. وترشيح سليمان حلقة من حلقاته.. ولك الله يا مصر.