استفزتني الصفحة الرسمية لحزب الحرية والعدالة علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك والتي يسخر فيها الإخوان من تراجع عمر سليمان واعلان ترشحه للرئاسة. الاستفزاز ليس في "السخرية" بشكل عام ولا في شخص عمر سليمان بشكل خاص.. فأي انسان معرض للنقد بمختلف درجاته وانواعه ولكن في ان تصدر السخرية من "الإخوان" "امراء" التراجع. نعم .. عمر سليمان تراجع مرة وفي واقعة محددة.. لكن الإخوان الذين يسخرون من تراجعه.. تراجعوا في كل شيء تعهدوا والتزموا به علي رءوس الاشهاد. عمر سليمان أعلن انه لن يخوض الانتخابات الرئاسية.. ثم عاد وقرر دخول المعركة.. وهو في الأول والآخر يتحمل نتائج قراره. أما الإخوان ونقولها للمرة المليون فليست لهم كلمة مطلقا .. دائما يعدون ثم يخلفون وعودهم. ويلتزمون وسرعان مايتحللون من التزاماتهم بهدف السيطرة والاستحواذ والتكويش علي كل السلطات واقصاء الآخرين عنها. تعهدوا والتزموا بعدم النزول في مليونيات للصالح العام.. ثم نزلوا اعتراضا علي ما اسموه "وثيقة السلمي" لأنها ستعوق مخططهم في وضع الدستور.. ومن المؤكد انهم سوف ينزلون لتروهم علي حقيقتهم اذا رفضت لجنة الانتخابات الرئاسية أوراق خيرت الشاطر. تعهدوا والتزموا بالترشح علي نسبة 30% من مقاعد البرلمان.. زودوها إلي 40% وأخيرا إلي 100% فاز منهم أقل من النصف وقالوا في اسباب تراجعهم ان "الظروف" حكمت! تعهدوا والتزموا بأن تكون نسبة النواب في اللجنة التأسيسية للدستور بين 20 الي 30% وان يكون الدستور بالتوافق.. وعند التصويت "المسخرة" تراجعوا ووجدناها 50% اضافة الي25% تيار اسلامي من خارج البرلمان.. أي مغالبة لامشاركة وقالوا "الظروف" حكمت..!! والانتخابات هي التي أتت بالأسماء!! الاسماء التي أعدت في مكتب الارشاد! تعهدوا والتزموا بعدم تشكيل الحكومة.. ثم تراجعوا وهددوا بسحب الثقة من حكومة الجنزوري رغم انه أمر ليس في يدهم أصلا وشنوا حربا ضروسا لخطف الحكومة بهدف تحرير دستورهم.. دستور الخلافة.. وقالوا ان "الظروف" حكمت والبلد تضيع والأمل في ان يشكل الاخوان الحكومة!! تعهدوا والتزموا بعدم ترشيح إخواني في الانتخابات لرئاسته حتي انهم فصلوا د. عبدالمنعم أبوالفتوح عندما قرر خوض هذه الانتخابات.. ثم تراجعوا ورشحوا خيرت الشاطر النائب الأول للمرشد العام وأعلن القرار المرشد نفسه ومن مقر الإخوان وليس من مقر حزب الحرية والعدالة وهو إجراء له دلالته التي لاتخطئها عين بل ان المرشد كشف هذه الدلالة حين قال وقتها أننا بدأنا الآن أولي خطوات "دولة الخلافة".. ثم خرجت تبريرات مضحكة كثيرة لترشيح الشاطر انصبت كلها حول ان "الظروف" حكمت. رغم كل هذه التراجعات الاستراتيجية الممنهجة والمقصودة والتي تكفي واحدة منها السخرية منهم.. خرجوا يسخرون من عمر سليمان انه أعلن عدم ترشحه ثم قرر خوض الانتخابات!! لم يكتفوا بالسخرية.. بل نشروا تصريحي سليمان "الانسحاب والعودة" وبجوارهما صور له مع قادة إسرائيل للإيحاء بأنه رجل الدولة العبرية أو أنه امتداد لمبارك. الكل يعلم أن مقابلاته مع قادة إسرائيل كانت علنية وفي اطار عمله كمدير للمخابرات. وأسألهم: الستم الذين انبطحتم امام أمريكا وارسلتم اليها وفودا واستقبلتم وفودها لترضي عنكم وتطمئن اليكم؟ والستم الذين زحفتم أمام قادة إسرائيل لطمأنتهم علي انكم ستحافظون علي معاهدة السلام؟ ايضا .. اذا وصل الشاطر إلي العروبة لاقدر الله هل سيقطع علاقته بإسرائيل أو سيرفض مقابلة أي مسئول إسرائيلي؟ لاتسخروا من أحد وانتم في وضع يدعو للرثاء والسخرية. ولاتأمروا الناس بالبر وتنسوا أنفسكم. أولي بكم ان تتواروا خجلاً.. فحتي البجاحة لها سقف وانتم اخترقتم كل اسقف البجاحة. انتم الآن كالعرايا وسط ميدان التحرير. حتي ورقة التوت .. سقطت والحمد لله الذي لايحمد علي مكروه سواه ولاشئ اصبح يداري سوءاتكم. نصيحة أخيرة يا امراء التراجع : استقيموا مع شعب مصر .. يرحمكم الله.