خرجت تبريرات كثيرة من الإخوان المسلمين ومن المحسوبين عليهم لقرار مجلس شوري الجماعة ترشيح خيرت الشاطر النائب الأول للمرشد العام في الانتخابات الرئاسية.. بعد تمنع مصطنع. مرة ادعوا أن أوضاع البلد فرضت عليهم هذا الترشيح لتشكيل حكومة قوية قادرة علي حل المشاكل بدلاً من حكومة الجنزوري! ومرة أخري تلككوا بأن "الظروف" هي التي دفعتهم الي ذلك.. إلا أن هذا الترشيح لايعني تغيير موقفهم من عدم ترشيح أي منهم!!.. ازاي؟.. ما اعرفش! كم من الجرائم ترتكب باسم "الظروف"! ومرة ثالثة زعموا ان مصر كانت في حاجة ماسة إلي رئيس منهم! ثم جاءت جولة رابعة من التبريرات من خلال الوسطاء المحسوبين عليهم قالوا فيها ان السبب الرئيسي لترشيح الشاطر هو الخوف من تهديدات المجلس العسكري بحل البرلمان! واخيراً.. وصلنا إلي الجولة الخامسة من التبريرات.. وهذه المرة جاءت علي لسان خديجة ابنة خيرت الشاطر نفسه. * قالت خديجة في رسالة لها عبر صفحتها علي الفيس بوك ان جهات مسئولة ابلغت الجماعة انها سوف تستبعد اوراق المرشح حازم صلاح أبواسماعيل بسبب حمل والدته الجنسية الأمريكية.. ولذا قررت الجماعة ترشيح والدها حتي لايذهب المنصب لأعداء الإسلام أو لفلول النظام السابق!! ورغم انها لم تحدد بالاسم هذه الجهات المسئولة.. إلا أنها في سياق رسالتها قالت بالحرف الواحد : "وأيا كان هذا السبب اي جنسية والدة حازم صلاح ابواسماعيل حقيقياً أم ملفقاً ممن يرير شئون البلاد..". السؤال : هل هناك من يدير شئون البلاد سوي المجلس العسكري؟! والسؤال الأهم ونريد اجابة صريحة عنه : هل المجلس العسكري ابلغ الجماعة بذلك فعلا؟.. ولماذا؟ * وقالت خديجة ايضا في رسالتها : لو اراد الإخوان السلطة ابتداء.. لماذا الزموا انفسهم بعدم الترشح؟ أرد عليها بأنه تراجع ممنهج مثل كل التراجعات التي قاموا بها ابتداء من عدد المقاعد البرلمانية التي يتنافسون عليها.. الي عدد اللجان النوعية بالبرلمان التي يرغبون فيها.. الي تشكيل لجنة اعداد الدستور.. الي محاولة خطف الحكومة بعد التعهد والالتزام بعدم الاقتراب منها.. فإذا كان الإخوان قد كوشوا علي كل هذا بالتعهد والالتزام ثم التراجع عما تعهدوا والتزموا به.. فلماذا لايطمعون في الرئاسة ايضا بعد تعهدهم والتزامهم بعدم الاقتراب من هذه الدائرة؟ * وقالت كذلك : لو سعوا اي الإخوان اليها أي السلطة لأتوها لما لم من شعبية ودور فعال في الثورة! أرد عليها بأن الرئاسة كانت البند الأخير في بنود الاستحواذ والتكويش حتي لاتقوم عليهم "هوجة" من قبل أن يحققوا شيئاً. ان تعبير "لهم شعبية".. اوافق عليه وان كانت شعبية لها سقف محدد وليست شعبية مطلقة أو طاغية أو جارفة.. وارجو الا تقيسوا هذه الشعبية بعدد مقاعدهم بالبرلمان.. فالانتخابات لها قواعدها. أما تعبير "لهم دور فعال في الثورة".. فإنه تعبير مضحك.. إذ لم يكن لهم أي دور في الثورة سوي خطفها من اصحابها الاصليين.. الشباب.. وللأسف فإن كل من ركبوا الثورة انتفعوا منها.. سواء الإخوان الذين لم يشاركوا فيها إلا بعد تأكدهم من نجاحها أو السلفيين الذين احجموا عنها تحت شعار "لا خروج علي الحاكم"! * وتساءلت في نهاية رسالتها : متي كانت السلطة مطمعاً أو مغنماً؟ واقول لها.. للأسف يا اخت.. السلطة دائماً مطمع ومغنم لدي كافة البشر.. فهل الإخوان من طينة غير طينة البشر؟ هل هم مثلاً رسل معصومون يوحي اليهم أو ملائكة مكرمون أو اولياء الله الصالحون؟! بذلك.. تنتهي الجولة الخامسة من التبريرات.. احكموا عليها انتم.. ونحن في انتظار جولة جديدة بتبريرات مغايرة أو مضحكة. ** آخر الكلام.. * قال النائب محمد البلتاجي القيادي بجماعة الإخوان انه صوت ضد قرار ترشيح الجماعة للمهندس خيرت الشاطر.. فمن الظلم للوطن وللإخوان ان يتحملوا وحدهم مسئولية الوطن كاملة.. شعب وشوري وجمعية دستور وحكومة ورئاسة جمهورية في تلك الظروف الحرجة! التصويت ضد القرار يدخل في اطار تقسيم الادوار للادعاء بأن هناك ديمقراطية.. فلا أحد في الجماعة يمكن أن يرفض إلا إذا طلب المرشد منه ذلك.. وبالاسم! اما الظلم للوطن.. فهذا حقيقي.. واضف اليه الظلم للمواطن ايضاً.. لكن.. نقول ايه في الطمع والاستحواذ والتكويش؟! * قال الفنان سعد الصغير بعد ان سحب استمارة الترشيح : العيب ليس في طبال أو في غيره ممن يريدون ترشيح انفسهم للرئاسة.. العيب في الدولة التي لم تضع قواعد صارمة للترشح. صدقت.. ولولا عدم وجود هذه القواعد ما كنا رأينا تلك المهزلة.