من الظلم والإجحاف وعدم الوفاء أن نختزل احتفالنا بالأم في يوم واحد من كل عام نطلق عليه "عيد الأم" يتباري فيه الأبناء لتقديم الهدايا لأمهاتهم ثم ينتهي الأمر عند هذا الحد وقد يكون من بين هؤلاء الأبناء من هو عاق لوالديه ويسيء إليهما طيلة العام. إن قدر الوالدين وبالذات الأم أعظم وأجل من ذلك بكثير وقد كرمهما الله سبحانه وتعالي في أكثر من موضع في كتابه الكريم وأوصي الأبناء بالاحسان إليهما علي الدوام وبصفة خاصة إذا بلغا الكبر. كما جاء في قوله تعالي "وقضي ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما. واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا" سورة الاسراء "23 24". وللأم أيضا مكانة مميزة في السنة النبوية المطهرة خصها بها النبي صلي الله عليه وسلم عندما سأله أحد الصحابة قائلا: من أحق الناس بحسن صحابتي فقال له الرسول الكريم: أمك قال ثم من؟ قال: أمك قال : ثم من؟ قال: أمك .. قال ثم من؟ قال: أبوك" .. وهكذا أوصي النبي صلي الله عليه وسلم بالأم في هذا الحديث ثلاث مرات وبالأب مرة واحدة ليبين عظم مكانتها وما تتحمله من عنت وآلام في تربية أبنائها. مما ذكرناه فإنه إذا أردنا أن نحتفل بالوالدين وبخاصة الأم فلابد أن يكون ذلك كل يوم وفي كل وقت بالاحسان إليهما وصلتهما والسؤال عليهما بصفة مستمرة والإكثار من زيارتهما وتلبية احتياجاتهما وإكرامهما ماديا ومعنويا وليعلم كل ابن وكل ابنة أن الجزاء من جنس العمل وانه كما تدين تدان.. فإن أحسنت إلي والديك سيحسن إليك ابناؤك فيما بعد. وإن أسأت إليهما فستجد نفس المصير.