* لا أحد ينكر حدوث حالة فوضي كبيرة في الإعلام المرئي والمكتوب والمسموع بعد الثورة ولا أحد ينكر ان هناك العديد من القنوات الفضائية لعبت أدواراً قد تكون قذرة وتبنت اجندات معينة لصالح جهات معينة ولكن مع ذلك فهناك في رأيي شئ ايجابي وهو ان مصر بعد الثورة احتلت المركز الأول في حرية الإعلام وبدأ الشعب المصري المتشبع بالسياسة في فرز القنوات ومعرفة التوجهات وأصبح من الذكاء والفطنة التي ينتقد فيها هذا البرنامج أو ذلك التقرير ويعرف ما وراء الخبر وماوراء التحليل وماوراء الضيوف واستطاع ايضا ان يكشف المستور ويدخل إلي بواطن الأمور. * جميل ان تتربع مصر بعد الثورة علي عرش حرية الإعلام مكسب ونجاح تحقق في ظروف غاية في الصعوبة ولا نريد ان نفقد عندما تتحسن الأمور نحو الاستقرار بمعني ان كل من يسعي إلي وضع قوانين قد تقيد هذه الحرية أو تنتقصها عليه ان يتراجع الآن وان يضع فقط معايير ومواثيق وقوانين لتنظيم الإعلام ويبتعد تماما عن أي نصوص تقيد هذه الحرية فالقنوات الفضائية التي انحرفت عن الحقيقة والقنوات التي كانت تصب الزيت علي النار وغيرها وغيرها لن تجد سبيلا أمامها إلا تصحيح مسارها بنفسها لان الممارسة التي وضع فيها الجمهور المصري جعلته هو حائط الصد الحقيقي والمكتشف المباشر لكل ما يتم بثه أرجوكم ان تحافظوا علي المكسب الذي حققه الإعلام المصري والحرية التي اقتنصها في ظل الثورة والا تخنقوه بقوانين مقيدة لهذه الحرية. * أعتقد ان مسئولية الحرية لا تقع فقط علي عاتق مجلس الشعب الذي سيشرع ولا علي الفقهاء والإعلاميين والخبراء الذين سيضعون المقترحات والمشروعات المنظمة للإعلام ولا علي مجلس الشوري الذي مازال يمتلك الصحف القومية بل علي كل الإعلاميين وعلي مالكي القنوات الفضائية. * فنحن نريد ان نمتلك آلة إعلامية قوية تتمتع بسمعة عالمية في حريتها وصدقها وقوتها فهي القادرة دون غيرها علي حماية الثورة وحماية الشعب من أي ديكتاتورية قادمة وهي التي ستصنع دور مصر الأهم علي الساحة الدولية. * وان كان وزير الإعلام أحمد أنيس قد اعترف أمام البرلمان بوجود فوضي وتجاوزات خطيرة في الإعلام فعلي الجميع ألا يجعل هذا التوصيف حجة للانتقاص من حرية الإعلام ولكن يمكن معالجة الأمور بمزيد من الحكمة فالعالم الآن يرصد ما يحدث في إعلام مصر وتعيش ذلك بالحرية التي يتمتع بها.