قصتي معقدة جدا ورغم أن كل الحلول متوفرة لكن كل منها أصعب من الآخر وفي كل الأحوال سوف أخسر لذلك لجأت إليك لعلي أجد عندك حلا يريحني من عذابي. عمري 29 سنة متزوجة منذ 5 سنوات ورزقني الله بولدين والحمد لله علي كل حال.. لم أكن أعرف زوجي وكان زواجنا تقليديا ورغم ذلك عشت معه فترة خطوبة لم أكن أحلم بها.. حب ورومانسية ومشاعر صادقة من الطرفين.. لدرجة أن الجميع كان يحسدني علي ما أنا فيه. استمر الأمر بعد الزواج أيضا لكن مع الأسف لفترة قصيرة بدأت ألاحظ عصبية زوجي الزائدة عن الحد.. كتمت في نفسي وتحملت وقلت إنها ضغوط الحياة.. علما بأنني أعمل وبصراحة راتبي أعلي من زوجي وأتحمل بنفس راضية الكثير من مصاريف الحياة. أما المشكلة فبدأت منذ عامين تقريبا عند حدوث خلاف بيني وبين زوجي فوجئت به يضربني لم أصدق نفسي وكانت صدمتي شديدة تركت المنزل وذهبت إلي أهلي وأنا مذهولة فلم أتصور أبدا في يوم أن يتحول زوجي الرقيق ذو المشاعر المتدفقة إلي وحش كاسر يتعامل معي بعنف. رفض أهلي فكرة الطلاق وبعد شد وجذب ومفاوضات عدت إلي منزلي وباختصار شديد تكرر هذا الأمر حوالي 5 مرات وفي كل مرة أعود إليه.. فأنا لا أنكر أنني أحبه بل أعشقه رغم كل ما حدث ولا أتصور حياتي بدونه.. الآن أنا في منزل أهلي بعد خلاف بيني وبين زوجي وبالطبع ضربني كالمعتاد.. وأهلي نفد صبرهم ومصرين عي الطلاق.. وأنا أحاول الاختيار ما بين اختيارات كلها سلبية.. فإنما أن أستمر معه وأرضي بالعذاب الذي أعيشه..وإما أنه أكون مطلقة ينبذني المجتمع.. وفي كل الأحوال أنظر إلي الطفلين وأتحسر علي مستقبلهما. ماذا أفعل وكيف أواجه هذه الظروف الصعبة..وكل ما أرجوه منك حلاً عملياً يجعلني أعيش حياة طبيعية مثل غيري من الزوجات فهل أجد عندك هذا الحل؟ R-N القاهرة الإجابة قول واحد هو أنه يستحيل أن تستمري معه في حياة مشتركة عنوانها المهانة والذل وعدم التقدير.. فإما أن تتغير هذه المعاملة غير الآدمية وإما أن يكون الانفصال هو أهون الحلول وأقلها ضررا.. نعم أعلم تماما نظرة مجتمعنا التي تحتاج مراجعة نحو المطلقة لكن ليس معني ذلك أن تتحطمي نفسيا وجسديا وبطريقة لا يرضي عنها أحد حتي تتحاشي فقط كلام الناس ونظراتهم. فأنت بشر ولك كل الحق في حياة كريمة تليق بك كأنثي وأم وزوجة!! كلامي السابق ليس معناه أن تطلبي الطلاق فورا ولكنه مشروط باستمرار الوضع علي ما هو عليه أما إذا تغيرت الظروف وراجع زوجك موقفه وبمعني آخر إذا عاد كما بدأ الزوج الرومانسي الهاديء.. زوج طبيعي فبالطبع لا مانع من البدء من جديد ومواصلة المشوار. لكن كيف يحدث ذلك؟. بالطبع لن يحدث من تلقاء نفسه وإنما يحتاج منك إلي مراجعة شاملة لتصرفاتك وأفعالك فأكيد أنك تتحملين جزءا من المسئولية عما وصل إليه الحال بينكما فيجوز أنك منشغلة عنه بالعمل والأولاد وأنك لا تضعينه في المكانة اللائقة به كزوجك الذي له حقوق عليك وواجبات أو أنك لا تتعلمين من أخطائك فكل مرة تحدث مشكلة لاتتفادين تكرارها ولا تسعين للسيطرة عليها وحصرها عند نقطة معينة لا تتخطاها.لا ألقي بالمسئولية عليك بمفردك لكني أتكلم عن دورك أنت. فأنت التي سوف تقرأ هذه الكلمات أما هو فلا.. المفروض أننا نعيش لنتعلم لكن أن تكتفي بعد كل خلاف بالغضب والذهاب إلي منزل الأهل ثم العودة من جديد فهذا أمر مرفوض تماما!! أين ذكاؤك كأنثي وامرأة مصرية مشهود لها بالذكاء والصبر.. لماذا دائما تستفزينه حتي تتطور الأمور بهذا الشكل المهين.. أين دبلوماسيتك ورومانسيتك لاشك عندي في أنك نسيتهما وأهملت زوجك.. وهو يعيش في أزمة مالية واضح أنك لا تشعري بها فأي رجل طبيعي يغضب إذا وجد زوجته تنفق علي المنزل وهو لا يستطيع مواجهة الأعباء أو عمل الجزء الأكبر منها.. راجعي موقفك جيدا وافعلي المستحيل لتحافظي علي منزلك وأولادك وإذا فعلت ذلك بصدق واستمر زوجك علي حاله اللاإنساني ورفض أن يتغير فهنا لابد من الانفصال الذي سيكون في مصلحة الجميع ويمكن أن يكون سببا في هدوء الأعصاب أو أنه يعلم كل طرف قيمة الآخر.. فيعود إليه بروح جديدة.. مع تمنياتي لكي بالتوفيق والاستقرار.