الرموز المصرية التي نفقدها بين كل حين وآخر.. تتسرب من بين أيدينا.. ولا نجد لها عوضاً أو بديلاً. كل هذه الرموز والقامات سواء في الماضي أو الحاضر.. كان كل منها قيمة في ذاته.. تضيف الي مصر بريقا وجاذبية.. مما يجعلها محط أنظار العالم. هذه الرموز التي عاصرناها أو قرأنا عنها في التاريخ.. لا تقتصر علي مجال بعينه.. لكنها تمتد لتشمل كل إهتمامات العقل البشري.. في الآداب والفنون والعلوم والأديان والفكر والإبداع.. والعالم من حولنا سواء كان عربياً أو أجنبيا يدرك جيداً.. أن مصر هي صاحبة أقدم حضارة عرفها الإنسان وهي الحضارة الفرعونية التي تحتاج الي مجلدات للحديث عنها.. ولكن يكفي أنها من أهم الحضارات الحية في مدارس وجامعات العالم حتي الآن.. رغم مرور أكثر من 7 آلاف عام علي نشأتها.. ومازال الزائرون والدارسون يتوافدون علينا للمتعة والتعلم من هذه الحضارة العريقة.. ومن أهم رموزها - رمسيس الثاني - وتوت عنخ آمون - وإخناتون - وأحمس وحتشبسوت ونفرتاري. العالم يدرك ان مصر.. عاش فيها الاسكندر الأكبر وكليوباترا.. وانها أول دولة افريقية دخلها الإسلام بقيادة عمرو بن العاص.. ومنها انطلق الإسلام الي كل الشمال الأفريقي.. ثم الي بلاد الأندلس "أسبانيا حاليا" حتي وسط القارة الأوروبية. العالم يدرك أيضا ان مصر كما هي بلد الأزهر الذي قدم للمسلمين علماء أجلاء أمثال د.عبدالحليم محمود والشيخ الغزالي والشيخ الشعراوي.. الذين ملأوا الدنيا علما بوسطية وسماحة الإسلام.. فمصر أيضا هي بلد الكنيسة المتسامحة الساعية لتحقيق المحبة والسلام.. وكان من ابرز فرسانها الراحل قداسة البابا شنودة الثالث الذي كانت تربطه علاقات صداقة قوية بعلماء المسلمين ورموز المجتمع.. وكان بحق من أهم رواد الوحدة الوطنية. كل هذه الرموز وغيرها في شتي المجالات السياسية والثقافية والاجتماعية لماذا لا نستفيد من سيرتها ومنهجها الوسطي المعتدل.. الذي حافظ علي أمن وسلامة الأمة طوال كل هذه العقود من الزمن. إنني أدعو القائمين علي الثقافة والآثار والتعليم والسياحة للتفكير في اقامة متحف للوحدة الوطنية.. يعرض كنوز كل هؤلاء الرواد وغيرهم ممن حافظوا علي سلامة الوطن.. حتي تدرك الأجيال القادمة أنهم أبناء أمة لها تاريخ وتملك المستقبل.