رفض الاستسلام لاعاقته بل رفض تسميتها اعاقة واعتبرها امتحاناً من الله اختصه به ليقربه منه فقرر أن يشق طريقه في الحياة دون الالتفات إليها رغم ما تسببه له من صعوبات ومعاناة اسمه "مصطفي خليل درويش" شارف علي الثلاثين ويعاني منذ صغره من شلل أطفال بالساقين وبعد رحلة علاج طويلة أصبح يسير بصعوبة مستندا إلي عكازين واصل تعليمه حتي حصل علي مؤهل متوسط وعندما فشل في الحصول علي حقه في وظيفة ضمن ال 5% المعاقين قرر أن يتعلم "صنعة" يعمل بها وينفق علي نفسه خاصة بعد أن رحل والداه وتزوج كل أخوته. اشتغل في مصنع للأحذية والحقائب الحريمي وأثبت كفاءته وصار له دخل ثابت ظل يدخر منه ما أعانه علي شراء دراجة بخارية ترحمه من معاناة التنقل بين المواصلات. واصل عمله وأصبح لا غني له عن الدراجة إلي أن سرقت منه علي أيدي بعض البلطجية الذين لم يرحموا حاله. حرر محضرا بالواقعة ومضي عليه أكثر من خمسة شهور ولم يسترده وخلال هذه الفترة لم يتمكن من الانتظام في عمله لبعد المصنع كثيرا عن بيته حيث يضطر لركوب ثلاث وسائل مواصلات في الوقت الذي زاد وزنه كثيرا ولم يعد العكازان يستطيعان حفظ توازنه. حاول تدبير ثمن دراجة ولو مستعملة ولكنه فشل فاضطر للعودة للعمل مؤخرا وتعرض لأكثر من حادث سقوط ضاعف من معاناته. هذا الشاب المكافح رفض أن يمد يده طلبا للمساعدة وأصر علي أن يعيش من عرق جبينه وكسب يده وصار عاطلا رغم أنفه وأمله كبير أن يعينه أصحاب القلوب الرحيمة ولو بمقدم دراجة مجهزة جديدة.