مر عامان علي توقف كوبري الفردان وخط السكة الحديد الإسماعيلية بئر العبد، أضخم مشروع أقيم علي الممر الملاحي العالمي قناة السويس العالمي للربط بين قارتي أفريقيا وآسيا والربط بين سيناء والدلتا والوادي. وتوقف المشروع الذي تعدت تكاليف إقامته 700 مليون جنيه. وتحول الكوبري المعدني الضخم المتحرك لجثة هامدة، فتحت جانبيه علي طرفي ضفتي القناة الشرقية والغربية، فيما طمست معالم خط السكة الحديد بعدما استولت عصابات سرقة الحديد علي قضبانه التي حاولت ان تخترق صحراء سيناء، لتنقل يوميا المئات إيابا وذهابا لتعمير ارض الفيروز . العشرات من طلبات الإحاطة والمناقشات التي أثيرت في مجلس الشعب من نواب المعارضة خلال الدورة السابقة للوقوف علي الأسباب الحقيقية وراء توقف المشروع العملاق.. إلا ان المشروع الذي أقيمت المرحلة الأولي منه بات في طي النسيان! وتؤكد التقارير الرسمية بطء حركة التنمية والاستثمار في سيناء وهروب المستثمرين منها بسبب الإجراءات الروتينية، وقلة محاور الاتصال المباشرة، للربط بين سيناء عبر قناة السويس وباقي محافظات الجمهورية. ملايين الجنيهات أنفقتها الحكومة علي المرحلة الأولي للمشروع الذي بدأ بخط حديدي من الإسماعيلية حتي رفح يربطه بسيناء كوبري معدني متحرك يمر فوق قناة السويس، حيث بلغت تكاليف إنشاء المرحلة الأولي، والتي بدأت بخط السكة الحديد الإسماعيلية بئر العبد700 مليون جنيه منها 380 مليون جنيه تم صرفها علي إقامة كوبري الفردان للسكك الحديدية المتحرك والمار فوق قناة السويس. وقبل عامين كان الخط الحديدي يبدأ من الإسماعيلية حتي القنطرة غرب ويعبر قناة السويس من خلال كوبري معدني متحرك بطول 640 مترا ثم يستكمل رحلته إلي مدينة بئر العبد مرورا بمحطة القنطرة شرق وجلبانة وبالبوظة ورمانة ونجيلة حتي بئر العبد بطول 108 كيلو مترات. والمرحلة الأولي هي تمهيد لاستكمال المرحلة الثانية، والتي كانت تهدف بامتدادها حتي مدينة رفح أن يصل طول الخط 225 كيلو مترا. وتضم13 محطة للسكك الحديدية لخدمة التنمية الشاملة بسيناء والمشروع القومي لها حتي عام 2017 بتكاليف 1.5 مليار جنيه منها 700 مليون تكاليف المرحلة الأولي شاملة 380 مليون جنيه تكاليف كوبري الفردان للسكك الحديدية الذي انشئ للمرة الخامسة لتنمية سيناء وربطها بالوطن الأم والقضاء علي عزلتها. وقال مصدر مسئول في هيئة السكة الحديد بالإسماعيلية ان قرارا صدر من وزير النقل بوقف عمل القطار في منتصف عام 2008 لعدم جدوي الخط في نقل الركاب. وأضاف: كان متوسط عدد الركاب للرحلة الوحيدة يوميا لا يتعدي عشرات الافراد مما استلزم معه وقف الخط الحديدي. أما مواعيد القطار الوحيد الذي كان يخرج من الإسماعيلية فلم تكن مناسبة للطلبة ولا الموظفين وهما الفئة الأكبر المستقلة للسكك الحديدية، حيث موعد الرحلة الوحيد ينطلق من الإسماعيلية في التاسعة صباحا. مما يعني ان الرحلة تستغرق أكثر من ساعة للوصول للقنطرة شرق.. وبالتالي سيكون ذلك موعدا متأخرا للموظفين. فالواقع ان حركة النقل إلي سيناء أعلي في الفترة الصباحية وهذا لم يتحقق من الرحلة الوحيدة. وقال ان الوصول لمحطة القنطرة شرق والتي تبعد عن المدينة بنحو 10 كيلو مترات تقريبا في قلب الصحراء يعد مرهقا، ومعاناة للاهالي، في الوقت الذي تندر المواصلات الداخلية للربط بين المدينة والمحطة، لعدم اقبال الناس علي ركوب القطار. واضاف ان المحطات مقامة علي تصميم مبهر.. وانها مميزة في الشكل والعمارة لكنها خاوية من الركاب والموظفين. وارجع المسئول الذي رفض نشر اسمه وقف الخط لفشل التخطيط الامثل له فالرحلة مرتبطة بموعد القوافل المارة بقناة السويس وكان محددا موعد فتح الكوبري المتحرك في العاشرة صباحا وموعد انطلاق القطار من محطة الاسماعيلية في التاسعة صباحا وهذه مواعيد الإقبال فيها ضعيف فهو ليس بموعد ذهاب او إياب للموظفين والعاملين بسيناء. كما ان محطات الخط حتي بئر العبد كانت بعيدة عن التجمعات السكانية مما دفع المواطنين الي إسقاطه من حساباتهم كوسيلة نقل سهلة فالتخطيط لإقامة المحطات كان يعتمد علي التوسعات المستقبلية للمدن والقري بسيناء فتم تنفيذه بعيدا عن الكتل السكنية. ويعد المشروع الضخم احياء لقطار الشرق القديم الذي كان ينطلق من القاهرة لاوروبا عبر فلسطين، وأقيم عام 1914 حيث كان هناك كوبري للسكك الحديدية بالقرب من المنطقة المشيد عليها الكوبري حاليا. يقول صلاح الصايغ عضو مجلس الشعب السابق عن حزب الوفد: هناك أياد خفية لوقف المشروع قد تكون أسبابا أمنية واستراتيجية لم يفطن لها المخططون مسبقا. وأكد الصايغ أن هناك سوء تخطيط من الحكومة في تنفيذ المشروع فكان لابد ان يتزامن تنفيذه مع خطط التنمية المستقبلية بسيناء وقال: إن الواقع يؤكد أن الخط أنشئ، والكوبري أقيم في الوقت الذي خلت فيه المنطقة من أي استثمارات ولم يكن هناك تنسيق مع خطة التوطين مما أدي لإحجام المواطنين عن استخدامه وفشل المشروع برمته. وقال الصايغ إن الخط دخل الخدمة من 8 أعوام تقريبا وكان يشهد رحلتين يوميا من القنطرة شرق حتي بئر العبد مرورا بجلبانة ورمانة وبلوظة ونجيلة. وكان يخدم قطاعا ليس بكبير من السكان في رحلته داخل سيناء يوميا. ويرجع سبب ذلك لبعد المحطات عن التجمعات السكانية، حيث يستلزم وجود مواصلات داخلية للوصول للمدن مما يعني تحميل تكاليف زيادة علي الأهالي. فاضطر عدد كبير من المواطنين للإحجام عن استقلاله كوسيلة مواصلات سهلة ورخيصة.