تبعد قرية سلام مسقط رأس البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الذي توفي عن عمر يناهز 89 عاماً عن مدينة أسيوط بحوالي 10 كيلو مترات وتتبع إدارياً مركز أسيوط وتعتمد القرية علي الزراعة ويبلغ زمام الأراضي الزراعية حوالي 2000 فدان يقوم أهالي القرية بزراعة حوالي 700 فدان فقط أما بقية زمام القرية فتمتلكها بعض القري الأخري مثل الطوابية وبهيج وغيرهما وهي تعتبر الدخل الاساسي لأهالي القرية التي يصل تعدادها إلي حوالي 20 ألف نسمة مما يجعلها قرية طاردة للعمالة وهو ما ألقي بظلاله علي الهيئة البنائية لمنازل القرية التي في أغلبها مبنية بالطوب اللبن في الحواري والأزقة الضيقة. وهي نموذج للقري الريفية القديمة التي لم تتغير أو تتبدل أو تدخلها المدنية بمفهومها الحديث وتعد من أفقر القري في محافظة أسيوط لأن المصادر الاقتصادية علي حالها فلا توجد بها محال تجارية كبيرة أو ورش أو صناعات حتي بيئية. شوارع القري غير ممهدة وبالتالي غير مرصوفة لعدة أسباب أولها ضيق الشوارع وعدم انتظامها وهو ما يصعب مهمة آلات الرصف. ترجع جذور البابا شنودة لقرية سلام من خلال شهادة ميلاده في 3 أغسطس 1923 حيث ان اسمه الحقيقي نظير جيد رفائيل وذلك عن طريق التسنين حتي يتمكن من دخول المدرسة. وقد رحل إلي دمنهور حيث يعمل شقيقه الأكبر الذي تكفل بتربيته بعد وفاة أمه فور ولادته. كما اخبرنا كمال نان أحد أبناء القرية ومن أبناء عمومة البابا شنودة الذين بقوا فيها. أشار إلي ان والد البابا شنودة جيد رفائيل قد حجز البنك في النصف الأول من القرن الماضي علي أرضه وباع 200 فدان من أملاكه في المزاد العلني نظراً لخسارته في البورصة لتجارة القطن عامين متتاليين قام بشرائها أبناء مدينة أسيوط في ذلك الوقت. لم يزر البابا شنودة قريته بعد ان تركها في صغره إلا مرة واحدة عندما وصل للسن القانونية لدخول المدرسة وفوجيء أخوه بأن البابا شنودة لا توجد لديه شهادة ميلاد فعاد للقرية لتسنينه واستخراج شهادة ميلاد له. وأصبح تاريخ ميلاد البابا شنودة هو 3 أغسطس 1923 واتي أسيوط مرة ثانية وكان ذلك في افتتاح كنيسة الملاك في أسيوط. وبوفاة والده البابا شنودة يقول عماد فتحي من أبناء القرية والذي يعمل مهندساً زراعياً هاجر اغلب أبناء عائلة البابا شنودة إلي المحافظات الاخري بحثا عن العمل وسعياً وراء لقمة العيش وان كان أكثر ابناء العائلة يتمركزون في القاهرةوالإسكندرية حيث اعمالهم واشغالهم وان بقي البعض من ابناء عمومة البابا شنودة في القرية وهم أولاد المرحوم نجيب غريانوس الذين ينتمون إلي عائلة منتياز وهي احدي أشهر العائلات المسيحية بالقرية بالاضافة إلي عائلة أولاد جاد الله الذين يعملون في المقاولات والتجارة وغيرها والذين ينتمي إليهم شيخ حصة المسيحيين في القرية كامل نصحي.