التنافس بين مرشحي الرئاسة بالاسكندرية ليس علي مستوي البرامج السياسية فحسب بل علي سرادقات الدعاية وتكاليفها وأماكن الندوات الانتخابية ودراسة كيفية تأمينها خوفا من اندساس المفسدين. الأماكن المعروفة مسبقا لأي مرشح رئاسي هي جامعة الاسكندرية خاصة المجمع النظري لكونه يضم أكبر عدد من الطلبة ويمثل كتلة تصويتية كبيرة ثم يأتي نادي أعضاء هيئة التدريس لكونه مكانا مؤمنا ويضم نخبة من أساتذة الجامعة الذين لهم دور كبير في التأثير علي الطلبة من مختلف الكليات وانضم حديثا نادي سموحة والذي شهد لقاءات لكل من محمد سليم العوا وحمدين الصباحي وعبدالمنعم أبوالفتوح.. وتأتي اللقاءات الأهم والأصعب بالسرادقات الجماهيرية التي أصبح لها أسعار وأوصاف تتفاوت أسعارها من مكان لآخر.. ويأتي رصيف "محطة مصر" هو الأول في الاختيارات لكونه ملتقي مواصلات وسط البلد من السهل الوصول اليه ثم تأتي المناطق الشعبية بالرمل والمنتزه وحتي الآن لم يتم اختراق منطقة غرب الاسكندرية ذات الطبيعة القبائلية منذ الاعلان عن فتح باب الترشح للرئاسة. ** وتعد السرادقات من الدعاية المكلفة وتمثل عبئا علي المرشح ويقول مجدي شتا "صاحب أحد محال الفراشة المعروفة" ان أفضل أنواع القماش هي أقمشة السرادقات المزينة بعلم مصر.. ولم تختلف الأسعار كثيرا عن انتخابات مجلس الشعب ولكن الاضافات الجمالية هي التي ترفع الأسعار فسعر الباكيه التي تضم المنصة والكراسي الخاصة بها يبلغ 250 جنيه والباكيه العادية الملتحمة بها وتضم "30" مقعدا ب 200 جنيه وأقل سرادق من حيث الحجم تتضمن "ثلاث باكيات".. أما مولد الموتور الكهربائي فيتكلف "500 جنيه" خوفا من انقطاع التيار الكهربائي.. وإيجار مكبر الصوت "400 جنيه" ويحتاج مرشحي الرئاسة في سرادقاتهم كل نوع من الدعاية إلي شاشات تليفزيونية بلازما ليتم توزيعها داخل السرادق حتي يتابع الحضور المنصة البعيدة ويبلغ سعر تأجير الشاشة "300 جنيه" والسرادق يحتاج إلي "6" شاشات أي ان الشاشات وحدها تكلف "1800جنيه".. بخلاف "الجرسونات" لتقديم المشروبات للمنصة والصفوف الأولي ويبلغ سعر الواحد "50 جنيها" وغالبا ما يحتاج السرادق "جرسونان" ويقوم المسئول عن الحملة الدعائية بإحضار الشاي والقهوة والسكر علي نفقته أما اذا كان المكان قريبا من مقهي فيمكن التعاقد مع المقهي لجلب المشاريب كنوع من الدعم المادي والدعاية في نفس الوقت وغالبا ما يتقاضي صاحب المقهي من مبالغ تتراوح ما بين "200 إلي 300 جنيه". ** الجدير بالذكر ان حملة الدكتور محمد سليم العوا المرشح الرئاسي قد تكلفت خلال يومان "34 ألف جنيه" كحد أدني من خلال السرادقين اللذين أقامهما المرشح بمنطقة محطة مصر وخورشيد حيث تكلف سرادق منطقة خورشيد بالمنتزه وحدة "22 ألف جنيه" لكبر حجمه حيث ضم ست باكيات بعرض باكيتان.. بينما لم يتعد سرادق الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح المقام بمحطة مصر ال "13 ألف جنيه" تقريبا. أما بالنسبة لعمليات تأمين السرادقات فيتولي أمرها القائمين علي كل حملة من الشباب ويتم تقسيمهم بين تأمين عملية دخول وخروج المرشح للسرادق وتأمينه من الداخل.. ويظل الأكثر قدرة علي العملية التأمينية هم شباب الإخوان وشباب السلف وينضم شباب الجماعات الاسلامية لشباب الاخوان في عمليات تأمين لقاءات الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح وهو ما ظهر جليا في لقاءاته الأخيرة بالاسكندرية ولعل ذلك ما جعل أي احتمال لهجوم مباغت ومعارض من الائتلافات الشبابية أياً كانت تبعيتها مما جعل تجمهرها أمام أي سرادق اسلامي شبه مستحيل خلال مرحلة الدعاية الانتخابية الرئاسية.