هناك العديد من القضايا والحوادث المثيرة مازالت أجهزة الأمن تبحث عن المتهم فيها.. ورغم مرور وقت كبير علي وقوع الجريمة.. إلا أن الكل يتساءل: من الجاني؟!!! قضية العدد.. من الجرائم المتكررة التي تحولت إلي ظاهرة في الأيام الأخيرة.. والناتجة عن الفوضي التي سيطرت علي الشارع والانفلات الذي أصبح من السمات السائدة بين الناس هذه الأيام.. وساعد انتشار الأسلحة المتنوعة علي تفشي هذه الظاهرة وهي استخدام السلاح للارهاب أو الانتقام مما ساعد علي سقوط الضحايا وانتشار ظاهرة القتل للسرقة أو الانتقام. قد تكون هذه الجريمة ناتجة عن اطلاق النار العشوائي أو جاءت بدافع الانتقام لأي من دوافع مرتكبها سواء كانت بسبب خلافات أو لوجود خصومة ثأرية دفعت المتهم لإمطار "المجني عليه" بوابل من الطلقات النارية ليرد به قتيلاً داخل مكان عمله في سوق يعج بالناس.. ورغم ذلك استطاع الهروب من مكان الحادث بعد تنفيذ جريمته دون ان يترك اثاراً تدل علي شخصيته المجهولة. بدأ الكشف عن فصول الجريمة ببلاغ إلي مأمور مركز شرطة نجع حمادي بمحافظة قنا بمقتل "التاجر" خلف عبده بطلقات نارية داخل محله بالسوق التجاري.. اطلقها عليه مجهول يستقل دراجة بخارية يقودها آخر.. وفرا هاربين. أسرع رئيس مباحث المركز إلي مكان الحادث بشارع 15 مايو حيث عثر علي جثة "التاجر" مصابة بعدة طلقات نارية ويرقد داخل المحل التجاري الذي يمتلكه بالسوق جثة هامدة.. فتحرر محضر بالواقعة. باخطار النيابة انتقلت إلي مسرح الجريمة وأجرت معاينة لمكان الحادث.. وقامت بمناظرة جثة "المجني عليه" وأمرت بنقلها إلي مشرحة النيابة لتوقيع الكشف الطبي لمعرفة أسباب الوفاة وساعة حدوثها.. والاصابات الموجودة بها والأداة المستخدمة في احداثها.. وان كانت هي سبب الوفاة من عدمه.. كما امرت بالتحفظ علي مسرح الجريمة لحين انتهاء التحقيقات.. كما طلبت الاستماع لأقوال شهود الواقعة.. وفحص علاقات وخلافات "التاجر" ومعاملاته سعياً للتوصل إلي شخصية "الجاني" والسلاح المستخدم.. وتقديمها للعدالة.. كما صرحت بدفن جثة "المجني عليه" بعد الكشف الطبي.. وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة وملابسات حدوثها. أعد مدير أمن قنا فريق بحث بقيادة رئيس مباحث المديرية.. وكشفت تحرياته ان "المجني عليه" مقيم بمنطقة الساحل بمركز نجع حمادي.. وأنه عريس تم زفافه إلي عروسه منذ شهرين فقط.. وانه يمتلك محلاً تجارياً لبيع الأدوات البلاستيكية المنزلية. كما اشارت المعلومات المتوافرة أمام ضباط المباحث إلي ان "التاجر" كان له علاقات متعددة ومتشعبة من خلال عمله في تجارة الأدوات المنزلية.. وان له نشاطاً آخر في تأجير الدراجات النارية لبعض الافراد بالمركز وقري المراكز المجاورة ويتمتع بسمعة حسنة بين زبائن محله التجاري ونشاطه في تأجير الدراجات النارية وعلاقاته طيبة بين الجميع. دلت أقوال شهود الحادث ان "الجاني" كان يستقل دراجة نارية يقودها اخر مرت بسرعة أمام محل "التاجر" وامطره المتهم بوابل من الطلقات النارية أصابته بعضها فاسقطته قتيلاً.. وفرت الدراجة النارية بمستقليها دون ان يتعرف أحد من السوق عليهما أو يتمكن من التقاط أرقام الدراجة النارية.. كما تشكك الشهود في وجود لوحات معدنية عليها. استبعد فريق البحث ان يكون الدافع وراء الجريمة هو السرقة حيث لم يبلغ بأي مفقودات أو اقتحام لمحل "التاجر".. وبقي احتمال القتل الخطأ من اطلاق نار عشوائي احتمالاً موجوداً.. وان كان رجال المباحث راحوا يتحرون عن الشبهة الجنائية وتعمد قتل "التاجر" بهذه الصورة البشعة والعلنية التي تؤكد الرغبة في الانتقام والتشفي بالقتل. وراح رجال المباحث يفحصون علاقات "المجني عليه" بزبائنه وعملائه والمترددين عليه بالسوق سواء للشراء أو لتأجير الدراجات النارية.. وايضا علاقاته بين زملاء السوق من التجار وأصحاب المحلات التجارية.. ومعاملاته معهم.. وفحص ان كانت هناك خلافات مالية مع اي منهم تؤدي لارتكاب الجريمة. أيضاً تم فحص جميع المتعاملين معه في الدراجات النارية سواء بالتأجير أو البيع أو الشراء وسلويكاتهم وسجلهم الجنائي.. كما اتجهت مأمورية أخري لفحص علاقاته بمنطقة سكنه بالساحل مع الجيران وأهلية عروسه وان كانت هناك خلافات ترقي إلي الشبهات من عدمه.. وأيضاً فحص علاقاته وخلافاته العائلية بحثاً ان كانت هناك خصومات ثأرية قديمة أو حديثة أو كانت هناك نزاعات حول الميراث أو حدود أرضه. علي مدي ايام طويلة من البحث والتحري واصل فيها رجال المباحث جهودهم ليلاً ونهاراً في جهد مضني وحثيث لفحص كافة الاحتمالات والتحري عن اي من الخيوط التي تجمعت بين أيديهم الا انهم لم يتوصلوا إلي تحديد شخصية "الجاني" الذي مازال مجهولاً.. حتي الآن!!