تجاوز عدد من سحبوا استمارات الترشيح للرئاسة حتي الآن 400 مواطن.. وهو أمر مضحك إلي درجة البكاء. السؤال: لماذا هذا العدد الضخم في عدة أيام وبالطبع هو قابل لأن يكون اضعافاً مضاعفة؟.. ما الذي يدفع "عاطلاً" يرتدي "شبشب" أو رجلاً بسيطاً بجلابية أو ربة منزل وغيرهم من النماذج ان يسعوا لترشيح أنفسهم لأرفع منصب بالدولة؟ هل هي الحرية والحق الدستوري والقانوني باعتبار ان الترشيح حق للجميع؟ أم هي "عقدة" المنع القهري في السابق التي دفعت البعض إلي محاولة إثبات ان هذا المنصب لم يعد حكراً علي أحد دون الآخر؟ أم هي المطالبة بأن يكون الرئيس القادم من عامة وبسطاء الشعب الذين تجرعوا المرار وذاقوا الجوع والعطش وسكنوا المقابر أو افترشوا الغبراء والتحفوا السماء؟ أم هي الاعتقاد بأن الشطارة في "الطبيخ" والكنس والمسح والغسيل أسباب كافية لدخول ميدان السياسة والحكم؟ أياً كانت الأسباب.. فإننا نقول لهؤلاء ولكل الذين سحبوا الاستمارات أو سيسحبونها خلال ال25 يوماً القادمة.. لكل من سيفشل أو سينجح في استيفاء أوراق التقديم: ليتكم تقرأون عن الفاروق عمر بن الخطاب الذي قال عنه ذو النورين عثمان بن عفان: لقد اجهدت الخلفاء من بعدك يا عمر. أو ليتكم تتابعون برنامج "الحقيقة" علي قناة المحور خاصة الفقرة التي يقدمها الداعية الإسلامي الشاب والنقي والمحترم مصطفي حسني عن التجربة العمرية. بالمناسبة.. وللمرة الثانية.. فإنني أشكر الصديق العزيز عمرو الليثي مقدم البرنامج علي فكرته الرائعة التي احسن فيها اختيار الموضوع وتوقيته ومقدمه.. ففي كل يوم اثنين يزداد عدد متابعي البرنامج خاصة من الشباب والنشء.. ونتمني ان ينضم إليهم المهمومون بالسياسة والحكم. وحتي لا يفتئت أحد علي الحقائق.. اؤكد نيابة عن عمرو الليثي ومصطفي حسني انه ليس المقصود أبداً ان يكون الرئيس القادم صورة طبق الأصل من عمر بن الخطاب. هناك بيت شعر يقول: أحب من الأسماء ما وافق اسمها أو اشبهه أو كان منه مدانياً. وقياساً علي ذلك.. فإننا لا نطمع في رئيس مثل الفاروق بالضبط في كل شيء.. لأن هذا مستحيل.. فالخوارق لا تعاد وقد انتهي زمن المعجزات.. بل نريده رئيساً عمرياً.. يشبه عمر أو حتي يقترب منه فكراً وخلقاً وايثاراً.. ان يكون خادماً للناس مثلما كان عمر لا سيداً يتعامل مع العباد من فوق. نريد رئيساً عمرياً.. يسير علي نهج الفاروق.. يعامل أولاده مثلما كان عمر يعامل أولاده.. لا يحصلون علي أية ميزة حياتية لا يحصل عليها العامة حتي لا يستغل كرسي الحكم اسوأ استغلال. نريد رئيساً عمرياً.. يتابع أحوال الناس بعينيه هو لا من خلال عيون البصاصين وتقاريرهم التي تحول بينه وبين خلق الله المسئول عنهم وتبعده عن الواقع وتجعله يعيش في الخيال. نريد رئيساً عمرياً.. يعاقب أولاده إذا اخطأوا علي الملأ كأي أفراد من الشعب وليس وراء الأبواب المغلقة مثلما فعل عمر مع ابنه عبدالرحمن الذي اقيم عليه الحد مرتين.. مرة في مصر داخل الدار كتكريم من عمرو بن العاص لابن الخليفة. ومرة اخري أقامه عمر بنفسه. فيما يشبه "الجرسة" لابنه أمام كل الخلق. نريد رئيساً عمرياً.. يتعامل مع وزرائه المخطئين بمنتهي العنف مثلما قال عمر لوالي مصر في واقعة عبدالرحمن: من عبدالله عمر بن الخطاب إلي "العاصي" عمرو بن العاص.. إلي آخر الرسالة. نريد رئيساً عمرياً.. يخشي ان ينام الليل حتي لا يضيع حقوق الله. ويخشي ان ينام النهار حتي لا يضيع حقوق العباد. نريد رئيساً عمرياً.. لا يأخذ سوي حقه فقط ويؤمن بأن كل عائدات الدولة هي ملك للشعب ولا يحق له ان يأخذ منها شيئاً إلا بموافقة أصحابها.. الشعب.. مثلما فعل عمر عندما مرض وكان شفاؤه الوحيد في جرعة عسل نادر لم تكن موجودة الا في بيت المال فاستأذن الناس ان يأخذها ليشفي فسمحوا له. نريد رئيساً عمرياً.. يؤمن بأنه مسئول عن تحقيق العدالة الاجتماعية والحريات والحفاظ علي كرامة كل إنسان مهما كانت ديانته بل ومسئول أيضاً عن الدواب والطيور وكل ما يتحرك ولا يتحرك علي الأرض التي يحكمها. نريد رئيساً عمرياً.. يكون قدوة للغير.. ملتزماً دينياً وأخلاقياً.. ليعلم الناس نفس الالتزام. أيها الراغبون في الترشيح.. لن نكون حقل تجارب.. من يري في نفسه انه سيكون رئيساً عمرياً بحق فليتقدم واهلاً به.. ومن لا يري فليؤثر السلامة وليفعل ما هو أفضل.. ان يشارك في اختيار الرئيس العمري.