تمكنت القوات المسلحة من تطهير قرية صنعاء مركز الخارجة بالوادي الجديد من أفراد التشكيل العصابي الذي سيطر عليها لعدة ساعات. بعد أن نجح المحافظ طارق المهدي في إحباط محاولاتهم لسرقة قضبان السكة الحديد وقد عاد الهدوء إلي القرية. قام أفراد التشكيل العصابي أثناء هروبهم من القرية باختطاف 6 أفراد بينهم أحد المسنين بالاضافة إلي سائحة ألمانية وسائق التاكسي الذي كانت تستقله عائدة إلي الأقصر. للمرة الثانية يخاطر اللواء طارق المهدي محافظ الوادي الجديد بحياته نتيجة لشجاعته في محاربة الفساد واللصوص في أوكارهم. بدأت القصة عندما وردت معلومات أمس أن هناك عصابة تتكون من أكثر من 70 شخصاً يقومون بقطع وسرقة شريط السكة الحديد بقطع متساوية تصل طولها إلي 2 متر لسهولة تحميلها بالموقع محل الجريمة 4 كم شرق محطة سكة حديد قرية الكويت في الطريق المتجه إلي مدينة الأقصر. علي الفور قاد المحافظ حملة أمنية مكبرة من مديرية أمن الوادي الجديد ضمت العميد هارون رئيس مركز الخارجة ومعهما دليل يدعي سيد متولي خبير بالمدقات والطرق لمعرفة الطريق وكان في انتظاره 4 سيارات من المحافظة بمحطة الكويت لمداهمة اللصوص وأصر المحافظ أن يتقدم بسيارته ويقود الهجوم بنفسه وفور وصول المحافظ بعد المرور بممرات رملية وعرة وأحجار ثقيلة وضعها اللصوص علي الطريق لإعاقة المرور وقبل وصوله إلي مكان الجريمة بمسافة 200 متر أعطي المحافظ انذاراً من سيارته لتثبيت اللصوص ولكنهم لاذوا بالفرار وحدث تبادل إطلاق نار كثيف من الرشاشات علي المحافظ وتعامل معهم بطريقة "رجل الغراب" ثم أخذ طبنجة الحارس الخاص به وأطلق منها رصاصات وتبادلوا إطلاق الرصاص ولكن لظروف هروب اللصوص لمسافة بعيدة لم يستمر في إطلاق الرصاص عليهم وأعطي الطبنجة لحارسه الخاص لاطلاق الرصاص وملاحقة اللصوص ثم تناوب إطلاق النار علي اللصوص العميد محمد هارون رئيس مركز الخارجة. تم ضبط 22 اسطوانة أكسجين وسيارة ربع نقل رمادية اللون دون لوحات وخراطيم وطلقات من الرصاص وأسلحة رشاشة في موقع الحادث وتم التحفظ عليها بمصادرة السيارة من قبل المحافظ. التقت المساء مع المحافظ عقب عودته مباشرة من موقع الحادث والذي أكد أنه بصحة جيدة ولم يصب في الحادث وأنه لديه القدرة علي الشجاعة في مواجهة اللصوص والمنحرفين والخارجين علي القانون في أي موقع من المواقع للحفاظ علي ثروات المحافظة وأنه واجه الخارجين علي القانون بالرغم مما أشاعوه من أنهم عصابة منظمة وتملك قدرات خارقة في الجبل لا يمكن السيطرة عليها وأنهم يمتلكون الأسلحة والمعدات الثقيلة التي سيواجهون بها أي قوة أمنية ستهاجمهم. طالب المحافظ من أبناء الوادي الجديد بأن يستمروا في الدفاع عن ممتلكاتهم وأن لهم الشرعية في هذا الدفاع ولا تترك الساحة للمحافظ وحده أن يهاجم بنفسه كل الأوكار والمخربين فإن كانت لديه القوة فهو لا يملك الوقت. يذكر أن المرة التي خاطر فيها اللواء طارق المهدي بحياته كانت منذ شهر عندما هاجم أصحاب الابقار التي تتغذي علي أعشاب ونباتات تروي بالصرف الصحي وكانوا مسلحين بالبنادق الآلية. لكنه وصل إلي عقر دارهم ومنعهم من تربية المواشي علي نباتات الصرف الصحي. وفي تطور لاحق وبعد أن قام اللواء طارق المهدي محافظ الوادي الجديد بمطاردة أفراد التشكيل العصابي أرادوا الانتقام وقاموا بالهجوم علي قرية صنعاء التابعة لمركز الخارجة. واحتلوا القرية بسياراتهم وأسلحتهم الثقيلة وقتلوا فتاة تدعي "ولاء عبدالستار عبدالرحمن" "24 سنة" طالبة جامعية وابنة رئيس الوحدة المحلية لقرية بغداد أثناء جلوسها أمام منزلها. كما أصابوا سيدة مسنة تدعي "فاطمة أحمد مسعود" "51 سنة" بطلق ناري في البطن وفي حالة سيئة. وتم نقلها لمستشفي الخارجة العام. كما قام عدد كبير من أفراد العصابة بقطع الطريق. وإضرام النار في سياراتين. وهاجموا القرية بشكل عنيف جدا. عقب انسحاب قوات الشرطة منها. والتي فوجئ أفرادها بهجوم شديد عليهم من أفراد التشكيل العصابي الذين استخدموا في الهجوم أسلحة "جرينوف" مما دفعهم للانسحاب وإخلاء الطريق أمام أفراد العصابة الذين فرضوا سيطرتهم علي أنحاء القرية التي هرب عدد كبير من ساكنيها عقب المعركة الشرسة والتي توقفت بعد انسحاب أفراد الشرطة. وقاموا باحراق 11 منزلا وأحد الأكشاك. وعلمت "المساء" أن مديرية أمن الوادي الجديد تستعد خلال ساعات بالتنسيق مع القوات المسلحة. للقيام بحملة مكثفة لاستعادة السيطرة علي القرية. والقبض علي التشكيل العصابي. من ناحيته أكد محمود عبدالرحمن أحد أبناء القرية انهم اتصلوا بأهلهم وذويهم في الصعيد للحضور بالسلاح الثقيل للدفاع عن أراضيهم وممتلكاتهم من بطش العصابات المسلحة. وقد أجري الدكتور محمد سعد الكتاتني. رئيس مجلس الشعب. اتصالا هاتفيا باللواء حمدي بدين. مدير إدارة الشرطة العسكرية بالقوات المسلحة. ناشده خلاله بضرورة تدخل القوات المسلحة لإيقاف أحداث العنف بمحافظة الوادي الجديد ومحاولة إعادة الاستقرار الأمني للمنطقة. جاء اتصال الكتاتني بعد مناشدة نواب الوادي الجديد للكتاتني بضرورة التدخل. خاصة أن أعمال العنف في تزايد مستمر. فمازالت الأحداث تتلاحق بعد تعرض اللواء طارق المهدي محافظ الوادي الجديد لإطلاق النار. واستمر إطلاقه بشكل عشوائي من أفراد التشكيل العصابي الذين احتلوا قرية صنعاء التي تعتبر أقرب نقطة لتمركز أفراد العصابة المسلحة والتي ردت بشكل عنيف جدا علي قوات الشرطة. مما أدي بأفرادها للانسحاب من المواجهة والتوجه لديوان عام المحافظة. وفي نفس السياق. تجمهر ضباط وأفراد القوة بسياراتهم منددين بمغامرة اللواء طارق المهدي بحياته وتوريطهم في عملية غير محسوبة العواقب. وهو ما تسبب في مقتل شابة واصابة أخري من أهالي القرية أثناء الاشتباكات. وطالب أفراد القوات المحافظ بالتدخل العاجل لتدعيم تلك القوات تمهيدا لشن حملة مكبرة علي التشكيل العصابي. كما تدخل اللواء محمد كمال نائب مدير أمن المحافظة وعدد من أعضاء مجلسي الشعب والشوري لاقناع أفراد القوة من الشرطة بفض اعتصامهم من أمام الديوان العام والاستعداد للمشاركة في شن الحملة التي ستنفذها مديرية الأمن بالتعاون مع القوات المسلحة في غضون ساعات.