في اواخر عام 17 هجري ضرب الجفاف منطقة الحجاز "المملكة العربية السعودية الآن" وسمي هذا العام بعام "الرمادة" وكان أهل المدينةالمنورة يموتون جوعاً فكتب أمير المؤمنين في ذلك الوقت الفاروق عمر بن خطاب رسالة إلي عمرو بن العاص والي مصر وفيها كلمة واحدة كررها ثلاث مرات واغوثاه.. واغوثاه.. واغوثاه. فقال ابن العاص والله لأرسلن له قافلة من الأرزاق أولها في المدينة وأخرها عندي في مصر. وهكذا أنقذت مصر كعهدها في كل العصور وفي أحلك المواقف أهل الحجاز وأمدتهم بخير وفير أعاد لهم توازنهم وأقام صلبهم وما فعله ابن العاص فعله قبله سيدنا يوسف عندما كان علي خزائن مصر. وكان العالم يمر بسنوات عجاف. الخير في مصر إلي يوم القيامة فلم يقل المولي عز وجل اهبطوا مكة أو المدينة أو الشام أو أي مكان. بل قال سبحانه "اهبطوا مصراً فإن لكم ما سألتم "وإني علي يقين من أن مصر وهي تمر الآن بأسوأ فترات تاريخها وفي ظل الحديث المتكرر عن أن اقتصادها في حالة انهيار وأن الدول العربية الشقيقة والدول المانحة الصديقة لم تظهر أي أخوة ولا صداقة فإن مصر لن تجوع ولن تركع وهذا الكلام ليس عنجهية ولا "فنجرة بوق" وغير قابل للتهكم كما هو حاصل الآن مع الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء الذي يتعرض لأكبر حملة سخرية علي المواقع الاجتماعية لمجرد أنه قال أن "مصر لن تركع". أؤكد أن مصر ليست في حاجة إلي الهبة العربية ولا المعونة الملعونة. لا حملة "التبرع ولو بربع جنيه" مصر لديها موارد متعددة يعلمها القاصي والداني المؤشرات تظهر أن الصادرات الزراعية في تزايد بعد الثورة والدعم المهدر والمسروق في الطاقة يوفر المليارات لخزينة الدولة إذا تم تقنينه . البورصة تستعيد عافيتها وإن كان ببطء. الاستثمارات المصرية ورجال الأعمال المخلصين في انتظار "الأمان" . الهيكل الإداري يستطيع أن يلفظ المستشارين الذين تصل رواتبهم إلي ملايين الجنيهات ويعملون "قطاع طرق" علي ملايين الشباب العاطلين . السياحة الداخلية قادرة علي سد العجز في السياحة الخارجية ولنا تجربة في ذلك عقب حادث الأقصر الشهير. وإلي جانب الموارد المالية. لدينا الموارد البشرية. نملك عقولا حولت الذهب إلي علاج للسرطان عقولا فتت "الثانية" عقولا حلت أزمات اقتصادية للغير. ولم نمهلها الوقت لتفعل بنا الخير. "مصر لن تركع" لا في الواقع. ولا علي "الفيس بوك" ولو كره الحاقدون وشير "التويتريون"