لقد حبا الله مصر وحفظها وسيحفظها لأن النبي صلي الله عليه وسلم ذكرها بقوله مصر كنانة الله في أرضه ..من أرادها بسوء قصمه الله .. ولم لا؟! ومن أين جاء هذا علي لسانه؟ إن الله الذي خاطبه وعلمه وأعلمه بقيمتها ذكرها في القرآن الكريم كما لم يذكر أي بلد غيره! ذكرها عشرات المرات كناية وخمس مرات صراحة .. ففي سورة البقرة ذكرها كمنبع للرزق اهبطوا مصراً فإن لكم ما سألتم! حلة الطعام للجميع وفي سورة يونس أن تبوآ لقومكما بمصر بيوتا .. تأمنون فيها علي أموالكم وأعراضكم. وفي سورة يوسف . الملك فيها ومنها وأنها تاج العالم. وايضاً في نفس السورة ادخلوا مصر إن شاء الله أمنين! فيها الأمن والأمان والسكينة والرضا وفي سورة الزخرف يتباهي الفرعون بها أليس في ملك مصر؟ كل هذا التكريم والحفظ من الله جعلها هدناً لكل غاصب ومعتد أثيم. وما دخلها أحد عنوة إلا كانت مقبرة له وصدق من قال احذروا غضبها فإنها مقبرة الغزاة .. وحباها الله بنيل يمدها بأسباب الحياة حتي أطلق عليها "مصر هبة النيل" منها هاجرام إسماعيل. ومارية ام ابراهيم زوج النبي! لقد كسرت مصر أم الحضارات الغزاة وألقتهم غير مأسوف عليهم في مزبلة التاريخ لانها درة في جبين الدهر .. ولننظر كيف نهبت من الآن السنين ومازالت ومع ذلك فهي صامدة تتلقي السهام لتمويلها إلي سيوف تطيع بأعناق من تجرؤوا عليها .. لقد حباها الله وجعلها حاضنة لآل بيت النبي والذين جاءوها فارين من الطغاة الذين سكنوا منهم الدماء واستباحوا الاعراض فوجدوا فيها الأمن والأمان والحب واحتضنتهم الي يوم الدين .. قدرها أنها في رباط جهاد إلي يوم الدين فمهما تطاول الاقزام فلن يصلوا إلي القمة وكيف يتطاولون عليها وهم يعلمون أنها كانت تعلم العالم من خيرها وكيف ينسون أن الغزاة الموتورين تكسرت قواهم علي ربوعها! وهل تنسون عين جالوت في الماضي وهل تنسون السادس من أكتوبر 1973 في العصر الحديث؟ إن مصر تظل كامنة وصابرة حتي اذا فاض بها الكيل زأرت فاطاح زئيرها البلونات المنفوخة! والأدمغة الفارغة إلا من الاحقاد لتسلمي يا درة العالم يا من جمعت بين جميع الأديان وصهرت في بوتقة واحدة وعشت أماً للجميع وستبقي مصر الآم ولو كره الحاقدون استبقي الشمس الساخنة لا ينكرها إلا من رمدا.