الديمقراطية كانت أحد الأهداف التي سعي إليها الشعب.. والحرية كانت في مقدمة مطالب الثورة. ونجح المصريون في الحصول علي الحرية بعد كسر القيد الذي كبلهم النظام القمعي. واعتقد الكثيرون أن نجاح الثورة وتحقيق الديمقراطية والحصول علي الحرية هو بداية الطريق لبناء مصر جديدة. ولكن رغم مرور أكثر من عام اكتشف الجميع أن الثورة أخرجت أسوأ ما في الشعب المصري من الذين فهموا معني الحرية خطأ واعتقدوا أن الفوضي والتسيب والبلطجة والألفاظ البذيئة والانفلات والصوت العالي والتطاول علي القادة وكبار السن والرموز السياسية والدينية وصولا للاعتداء المتعمد علي مرشحين محتملين لقيادة البلاد. هو الحرية فما نشهده من جرائم متنوعة علي الطرق والانفلات في الشارع المصري الذي تحول إلي أسواق عشوائية ونماذج صارخة للباعة الجائلين وعدم احترام القانون وما يحدث من فوضي في المرور ناهيك عما يحدث في البرامج الحوارية في بعض القنوات المشبوهة فهو نموذج آخر للفهم الخاطئ لحرية التعبير. لقد أصبحت ظاهرة الانفلات الأمني والأخلاقي في كل مكان علي أرض مصر الطاهرة التي دنسها الخارجون علي القانون الذين استغلوا مناخ الحرية لبث الرعب والخوف في نفوس المواطنين المسالمين بأعمال البلطجة وقطع الطرق والخطف والقتل. وفي هذا الوقت العصيب والذي تحتاج فيه مصر إلي تركيز وإخلاص ووحدة كل أبنائها من أجل التفرغ لبناء مستقبل أفضل بعقول مستنيرة وتحتاج إلي الهدوء والاستقرار ويحتاج أهلها للأمن والأمان من رجال الأمن يثير عدد محدود منهم قضية اللحية وينشغل أهل الفتوي بهل يجب اطلاقها أو حلقها وللأسف تحول الحديث في هذه القضايا الهامشية إلي خلاف ومواجهات ومصادمات والشعب الصابر يبكي ويتألم والعدو يضحك اليوم علي شعوب أساء البعض من أهلها لدولة عريقة وشعب عظيم علم أجداده العالم وأصبح اليوم أحفادهم أضحوكة للدول الصغيرة والكبيرة. أيها الشاردون اتقوا الله في بلادكم وشعوبكم لقد سئم الناس من تصرفات الصغار وعدم تقديرهم لظروف شعوبهم وعدم احترامهم لكبارهم. ** والسؤال الآن: هل هذه هي الحرية التي سعينا للحصول عليها؟ وأين ذهبت القيم والأخلاق والادب والحب والانتماء للوطن؟ يارب أنت المعين للقضاء علي ما نحن فيه حتي ننهض بالوطن العظيم. ولله الأمر