مسلسل الفوضي والبلطجة الذي نشاهده كل يوم في جميع أنحاء الوطن انتقل لمرحلة جديدة وهي الاعتداء علي المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية.. فالمسلسل بدأ بالاعتداء علي "البرادعي" مرورا ب "أبوالفتوح" وانتهاء ب "عمرو موسي".. ومن قبلهم كان أيمن نور وحمدين صباحي مع الاحتفاظ بالألقاب.. والله أعلم من الذي سيكون عليه الدور في المرحلة القادمة؟! الغريب أنه في كل مرة يحدث اعتداء علي أي مرشح للرئاسة تقوم الدنيا ولا تقعد حتي يتم القبض علي الجناة.. والدليل أنه عندما تعرض الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح لحادث سطو مسلح علي الدائري والاعتداء عليه وسرقة سيارته لم يغمض لجهاز الشرطة جفن حتي تم القبض علي بعض البلطجية الذين ارتكبوا الجريمة والعثور علي السيارة.. ومثلما حدث مع أبوالفتوح حدث مع عمرو موسي ومن قبلهما البرادعي والمرشحون الآخرون للرئاسة. بالطبع نحن نحيي الشرطة علي هذه السرعة الفائقة في القبض علي الجناة ولكن السؤال الذي يفرض نفسه.. لماذا لم يتحرك الأمن بهذه السرعة مع مواطنين عاديين من عامة الشعب تعرضوا لجرائم مماثلة بل ربما تكون أبشع مما تعرض لها مرشحو الرئاسة لدرجة أن منهم من تم قتله والاستيلاء علي سيارته وممتلكاته في الوقت الذي مازال فيه الجناة يعيثون في الأرض فسادا ويستولون علي المال العام والخاص ببلطجة السلاح؟ يبدو أن الشو الإعلامي عندما يركز علي جريمة تحدث نتائج فائقة طالما أن الحادث أصبح قضية رأي عام ويا حبذا لو كانت الجريمة تخص أيا من المشاهير سواء كان في السياسة أو الفن والدليل أننا لا ننسي أيضا ما حدث للنائب عمرو حمزاوي والفنانة بسمة في الشيخ زايد.. فالجناة سقطوا خلال ساعات وتم العثور علي سيارة بسمة في زمن قياسي بعد أن تم نشر الجريمة في الصحف وتناولتها الفضائيات.. لذلك نحن نتوقع أن يتم العثور علي سيارة محافظ شمال سيناء التي تم سرقتها منذ ساعات طالما أنها تخص شخصية قيادية. قد تكون الجريمة أشد قسوة ومرارة عند سائق بسيط استولي البلطجية علي سيارته التي ربما كانت تدر دخلا علي بيته أما المشاهير إذا فقدوا سياراتهم باستطاعتهم أن يشتروا أحدث منها في الحال عكس المواطن البسيط "كبيرة" أن يذهب لقسم الشرطة يحرر محضرا ويأخذ رقمه وينصرف ويندب حظه العاثر بأنه ليس من صفوة المجتمع حتي تنقلب له الدنيا رأسا علي عقب. في النهاية نعترف بأن الجريمة واحدة وفي الغالب ليس لها دوافع سياسية لكن نتمني أن تتعامل الشرطة مع كل مصري بنفس الدرجة من الأهمية حتي لا يكون هناك "خيار وفقوس".