يأتي الحادث الذي تعرض له الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية ليسطر حلقة أخري من مسلسل الاعتداء علي الشخصيات العامة خاصة علي الطريق الدائري. فقد سبق أن تعرض الدكتور عمرو حمزاوي عضو مجلس الشعب مع الفنانة بسمة للسرقة بالاكراه, كما تعرض النائب الدكتور محمد البلتاجي القيادي بحزب الحرية والعدالة للاعتداء أيضا من ثلاثة مسلحين. الحادث يدعو للقلق الشديد. ولا يقبله أي مصري, ويعطي مؤشرا خطيرا وهو أن مستوي الجريمة أصبح علي أعلي مستوياته لدرجة الاعتداء علي مرشح رئاسي له دور نضالي كبير مع الأنظمة السابقة, وهو لذلك مرفوض من كل القوي الوطنية والحزبية المصرية شكلا وموضوعا. ولاشك أن هذا الحادث الآثم يعكس بوضوح مدي تدني الأحوال الأمنية, ويلقي علي جهاز الشرطة مسئولية كبيرة نحو سرعة وجدية التحرك للكشف عن أبعاد هذه الجريمة النكراء, والتوصل إلي الجناة في إطار من العمل الحازم والحاسم من أجل إنهاء حالة الانفلات الأمني التي تهدد كيان وأركان المجتمع المصري. واللافت أن الحادث أو محاولة الاغتيال الفاشلة ضد الدكتور أبوالفتوح تم تنفيذها بعد دقائق معدودة من انتهاء المؤتمر الانتخابي الذي عقده بالمنوفية, وقال فيه إن الثورة ستستمر حتي تحقق أهدافها, وأن مصر لن يحكمها فرد بعد الآن, وأن الشعب هو الذي سيحكم من خلال مؤسسات منتخبة, فهل هذه العبارات الواضحة والمحددة هي السبب في الاعتداء عليه؟ أم أن محاولة الاغتيال الفاشلة هذه مجرد إنذار عملي حتي لا يتجاوز المرشحون في انتخابات الرئاسة الخطوط الحمراء في المؤتمرات الانتخابية؟ وأيا ما كانت الأسباب وراء الحادث, سواء كان مجرد جريمة جنائية عادية بهدف سرقة السيارة أم أنه جريمة سياسية, فالتحقيقات الجارية ستكشف الحقيقة.