ميدان التحرير الذي كان رمزاً للثورة المصرية أصبح الآن في التوهان بعد أن تخلي عنه الثوار وتفرقوا ل "الشو الإعلامي" فالموقف فيه يشهد تصاعداً بين المعتصمين والبلطجية مما ينذر بوقوع صدام وشيك قد يؤدي إلي كارثة.. فكل طرف متأهب للهجوم علي الآخر وهو ما ظهر بوضوح الليلة الماضية بعد تفشي أعمال السرقات بالاكراه والترويع والسلب والنهب والشروع في القتل علي ايدي عناصر إجرامية. الصمت والترقب يسود صفوف المعتصمين في ظل تردد أخبار مؤكدة عن نيتهم إخلاء وتطهير الميدان من البلطجية خلال الساعات القادمة بالهجوم عليهم وطردهم من الصينية وحتي مجمع التحرير وفرض سيطرتهم علي الميدان مرة أخري خاصة بعد أن فاض بهم الكيل من تصرفات البلطجية وترويجهم المخدرات والدعوة للمفاسد الأخلاقية والمعتصمون بالتحرير رفعوا راية التحدي وعزموا علي طرد البلطجية مؤكدين أنهم لن يتركوا الميدان للبلطجية إلا علي جثثهم! وقد شهدت الليلة الماضية مقدمات اندلاع الاشتباكات الدامية بين المعتصمين والبلطجية حيث وقعت سلسلة سرقات بالاكراه تحت تهديد السلاح الأبيض والسنج وسلاح الخرطوش حيث تم سرقة حوالي 12 هاتفاً محمولاً و1600 جنيه من رواد التحرير سواء أشخاصاً عاديين أثناء مرورهم بالشوارع المحيطة بالميدان أو من المعتصمين والباعة الجائلين.. كما شهد الميدان تحرشاً من البلطجية بالفتيات المعتصمات وغيرهن من اللاتي تأتين للميدان أو المارات بجواره. وقد أدت تهديدات البلطجية إلي بث الرعب والخوف في قلوب بعض المعتصمين فقرروا عدم مغادرة الميدان وإعلان التحدي في مواجهة الخارجين علي القانون والرد علي التهديد بحرق خيامهم بكل قوة ومهما كلفهم. والمشهد الواضح للجميع أن حالة من الفوضي والارتباك تسيطر علي الميدان في ظل انشغال مشاهير الائتلافات والحركات بالظهور في الفضائيات.. فالحركة المرورية تعاني.. وقد هدد بعض المعتصمين بالنوم في الطرق وإعاقة حركة السيارات والمارة كنوع من التصعيد لعدم وجود أية رد فعل من قبل المجلس العسكري أو الحكومة علي مطالب المعتصمين.. والتدخل لتطهير الميدان من البلطجية والخارجين علي القانون. وقد شهد الميدان الليلة الماضية جريمة بشعة عندما تهكم أحد البلطجية علي بائع شاي واشتبك الاثنان وتطور الأمر بانضمام مجموعة من أصحاب السوابق إلي البلطجي ولقنوا بائع الشاي علقة ساخنة بالسنج والجنازير والمطاوي ثم سحلوه مما أسفر عن إصابته بجروح خطيرة وتم نقله إلي المستشفي بين الحياة والموت. البلطجية تباهوا بما فعلوه وأكد أحدهم بصوت عال أن ذلك سيكون مصير أي أحد حتي لو كان من المعتصمين يتطاول عليهم أو يحاول مواجهتهم مؤكدين أن الميدان أصبح ملكاً لهم.